مع انخفاض درجات الحرارة وسوء الأحوال الجوية.. مدارس درعا بلا تدفئة!
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
اشتكى أولياء أمور الطلاب في محافظة درعا، من عدم وجود تدفئة للطلاب داخل المدارس فيها، في ظل انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، مضيفين أن عدد كبير من المدارس لا تتوفر فيها البنية التحتية من أبواب ونوافذ ودورات مياه.
وأوضحت “أم أحمد الزعبي” اسم مستعار لمعلّمة فضلت عدم الكشف عن هويتها خشية الاعتقال، أن معظم الغرف الصفية في المدارس لا توجد بها تدفئة نتيجة عد وجود مادة المازوت، وعدم توفر المدافئ وملحقاتها الأمر الذي يشكل عائقاً للطلاب وخاصة في المراحل الابتدائية.
ونفت “الزعبي” ادعاءات حكومة النظام بتوزيع مادة المازوت على المدارس، مشيرةً أن المازوت تم توزيعه على المدارس التي تلقت أو ستتلقى زيارات من قبل مدير التربية أو الموجه التربوي، وذلك من أجل التصوير، وإظهار اهتمامهم بالجانب التعليمي، حيث جرى توزيع المازوت على عدد منها بمقدار 30 ليتراً لكل غرفة صفية وهي لا تكفي لأكثر من أسبوعين.
وأشارت في تصريحها، إلى أن عدد كبير من الطلاب تغيبوا عن المدارس خلال الأسبوع الفائت، نتيجة الأمراض التي سببها البرد لهم، حيث أن بعض الغرف الصفية التي تحتوي على 35 طالباً، حضر منها 20 طالباً.
وفي السياق ذاته، دعا معلمون من مدينة جاسم شمالي درعا الأهالي إلى المساعدة والتعاضد من أجل تأمين مازوت التدفئة للطلاب من خلال جمع التبرعات النقدية أو مادة المازوت لمدارس المدينة كل حي على حدة، حيث أنها إلى الآن لم تحصل على مخصصاتها السنوية من المادة.
مدارس تفتقر للبنية التحتية
ما زالت مدارس درعا تعاني من آثار الدمار الذي تعرضت له نتيجة قصف النظام وحليفه الروسي خلال سيطرة فصائل الجيش الحر عليها ما قبل عام 2018، حيث رممت حملات التبرعات الشعبية عدد من المدارس بشكل جزئي ولم تستطيع تغطية تكاليف الترميم لها جميعها.
وقال المدرس “سامي الأسعد” إن المدارس الحكومية تعاني بشكل كبير من قلة توفر المقاعد الدراسية، الأمر الذي اضطر مدراء المدارس إلى وضع أربعة طلاب في مقعد واحد، فضلاً عن عدم وجود دورات مياه التي بعضها تعرض للقصف ولم يتم ترميمه، وبعضها الآخر لا يحتوي على المياه.
وأوضح “الأسعد” أنهم تلقوا وعوداً في ترميم البنية التحتية لمدارس بلدته منذ سنتين وللآن لم يتم تنفيذها، مشيراً أنه تم شراء أبواب مستعملة للغرف الصفية، ووضع النايلون والكرتون على النوافذ المحطمة، وذلك على نفقة الأهالي، الذين يتحملون أيضاً تكلفة القرطاسية من طباشير وأقلام “white board”.
اقرأ أيضاً.. مدارس درعا: مشاكل عديدة وجهود حثيثة لإنقاذ التعليم فيها
وبلغت نسبة المدارس التي تعرضت للدمار 45% من مجموع المدارس في محافظة درعا، حيث قصفت قوات النظام وسلاح الجو الروسي 433 مدرسة من أصل 988 في المحافظة، وتشمل مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، مما شكّل معضلة كبيرة في سير العملية التعليمية تمثّلت بصعوبة استيعاب أعداد الطلاب فيما تبقى من مدارس المحافظة التي نجت من التخريب.
معلّمون يرفضون التعليم لدى الحكومة
في ظل النقص الكبير في الكوادر التعليمية التي تعاني منه المدارس الحكومية في المحافظة، يعيّن المدرس “أبو عامر” الذي انتظر حصوله على وظيفة التعليم منذ 10 أعوام، في محافظة حلب براتب لا يتجاوز 60 ألف ليرة سورية، الأمر الذي دفعه إلى رفضها والبحث عن التعليم في الدروس الخصوصية.
وفي حديثه لتجمع أحرار حوران، أوضح أن رفضه للوظيفة جاء بسبب بعد مكان تعيينه، إضافة إلى أنه يحتاج إلى خمسة أضعاف راتبه كحد أدنى، من أجل العيش في محافظة أخرى.
والمشكلة ذاتها تعرضت لها المدرّسة “أسماء” حيث جرى تعيينها في بلدة مغايرة لتلك التي تقطن بها، براتب شهري قدره 62 ألف ليرة سورية، حيث قالت أنها تدفع منه 22 ألف ليرة شهرياً ثمناً للمواصلات، الأمر الذي يدفعها التفكير أحياناً إلى طلب الاستقالة، ولكنها تخاف من تبعياتها الأمنية، حيث يخضع طالب الاستقالة إلى مسح أمني وسياسي، وذلك بحسب تعبيرها.
سوء الأوضاع التعليمية وعدم وجود رعاية مجتمعية تهدي الطلاب إلى الطريق الصحيح، أدت إلى حدوث مشاكل نفسية لديهم، وأصبحوا أكثر عرضة للتأثر بالآفات المجتمعية، حيث انتشرت مادة المخدرات والحشيش بشكل ملحوظ داخل المدارس بعد سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018 وتحويلها إلى مركز لصناعة وتهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية.
اقرأ أيضاً.. ميليشيا الكبتاجون.. أقراص ترسم ملامح مستقبل الشبان في الجنوب السوري