التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2021
تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
شهد شهر كانون الأول/ديسمبر 2021 استمراراً بعمليات الاغتيال والاعتقال في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في تموز 2018.
القتلى:
سجّل مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران خلال شهر كانون الأول مقتل 39 شخصاً بينهم امرأتين في محافظة درعا، من بينهم شابين قُتلا خارج المحافظة، إذ لا تشمل هذه الإحصائية على أعداد قتلى الجنايات، حيث يجري توثيقهم ضمن ملف خاص بالجنايات.
وفي التفاصيل.. أحصى مكتب التوثيق مقتل 5 أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، جميعهم اعتقلوا عقب سيطرة النظام على المحافظة بينهم عسكري منشق، في حين سجّل مقتل امرأة وشاب “مدنيين” برصاص عناصر سابقين في فصائل المعارضة، وقتل شاب “مدني” برصاص قوات النظام السوري، كما قتل شخصان “غير مدنيّان” وهما عنصران سابقان في فصائل المعارضة باشتباكات مسلّحة بين مجموعتين محلّيتين في مدينة درعا، وقتل مدني برصاص طائش إثر الاشتباكات بين المجموعتين، وقتل مدني بعد مداهمة منزله برصاص عناصر إحدى المجموعتين.
كما وثّق المكتب مقتل شاب من فصائل المعارضة من أبناء محافظة درعا بقصف مدفعي لقوات النظام على منطقة جبل الزاوية في ريف ادلب الجنوبي.
اقرأ أيضاً.. ضحايا صيدنايا في ازدياد.. ثلاث عائلات في درعا تنعي أبنائها
وسجّل المكتب مقتل 5 من قوات النظام في محافظة درعا على النحو: 3 ضباط برتبة “ملازم”، وضابط برتبة “نقيب”، وصف ضابط برتبة “مساعد أول”، وذلك خلال عمليات استهداف متفرّقة في محافظة درعا، بالإضافة لمقتل ضابط برتبة “ملازم” من أبناء محافظة درعا بقصف صاروخي إسرائيلي على مواقع عسكرية للنظام شمال مدينة السويداء.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، فقد تمكن المكتب من توثيق 23 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 20 شخصاً وإصابة 7 بجروح متفاوتة، ونجاة 2 من محاولات الاغتيال.
وبحسب مكتب التوثيق فإنّ 5 مدنيين بينهم عضو في اللجان المركزية وامرأة قضوا بعمليات الاغتيال، في حين سجّل المكتب مقتل 11 عنصراً بينهم 3 قياديين سابقين في فصائل المعارضة موزّعين على النحو الآتي: 5 عناصر من بينهم قيادي انخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام السوري بعد دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية” في عام 2018، وقيادي انضوى في صفوف اللواء الثامن المدعوم من قبل روسيا عقب التسوية، وقيادي وعنصر ضمن لجنة درعا المركزية، و 3 لم ينضووا ضمن أي تشكيل عسكري عقب التسوية، بالإضافة لـ 4 عناصر سابقين في تنظيم داعش.
اقرأ أيضاً.. ما الهدف من عمليات الاغتيال بين جاسم ونوى غربي درعا؟
وبحسب المكتب فإنّ جميع عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر كانون الأول جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء عمليّتين بواسطة “عبوة ناسفة” وعملية واحدة بواسطة “قنبلة يدوية”.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات باسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.
الاخفاء القسري:
وثق المكتب خلال شهر كانون الأول اعتقال 19 شخصاً بينهم طفلين من قبل قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 5 منهم خلال الشهر ذاته.
وبحسب المكتب فقد وثق 5 عمليات مداهمة في محافظة درعا خلال شهر كانون الأول، العملية الأولى نفذتها قوات تابعة لفرع المخابرات الجوية ضد خيام عشائر البدو الواقعة بين مدينة داعل وبلدة خربة غزالة، واعتقلت 3 أشخاص مدنيين من عائلة واحدة، أمّا العملية الثانية فقد داهمت مجموعة أمنية تتبع لفرع المخابرات العسكرية، مزرعة العدوي في محيط مدينة طفس غربي درعا، واعتقلت ثلاثة شبان مدنيين يتحدرون من عشائر منطقة اللجاة، يعملون في المزرعة، وسلبت عدداً من المواشي من داخل المزرعة.
في حين داهم عناصر يتبعون لفرع المخابرات الجوية برفقة عناصر من الفرقة الخامسة عشر، بلدة النعيمة شرقي درعا، واعتقلوا شخصاً بعد مداهمة منزله، كما داهموا منزلاً آخر بحثاً عن أحد المطلوبين للنظام.
كما نفذت قوات تابعة لفرع المخابرات الجوية عملية مداهمة لأحد المنازل في بلدة الجيزة شرقي درعا، بهدف محاولة اعتقال أحد الشبان ولم تعثر عليه فقامت بسرقة محتويات المنزل، في حين داهم عناصر يتبعون لفرع أمن الدولة مدينة الحارّة شمال غربي درعا، واعتقلوا شقيقين أحدهما طفل، وذلك للضغط على شقيقهم الثالث من أجل تسليم نفسه كونه مطلوب للفرع ذاته، ثم أفرج عنهم عقب ذلك بعدة ساعات.
يشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أنّ أعداد المعتقلين في محافظة درعا تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أن عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب.
وسجّل المكتب حالتي خطف خلال شهر كانون الأول في محافظة درعا، أفرج عنهما خلال الشهر ذاته، حيث لوحظ بإحدى الحالتين دفع فدية مالية بمبلغ مالي كبير للجهة الخاطفة مقابل الإفراج عنه.
اقرأ أيضاً.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021