درعا: من اغتال الرائد ماهر وسوف؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
قُتل الرائد في قوات النظام “ماهر مصطفى وسوف” مساء الأحد 27 شباط/فبراير، على الأوتوستراد الدولي دمشق – عمان بالقرب من بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي.
ينحدر “وسوف” من قرية دحباش في طرطوس، ويعمل ضمن شعبة الأمن السياسي بدرعا وهو المسؤول المباشر عن معبر نصيب-جابر الحدودي مع الأردن، تم تكليفه بضبط المعبر من القصر الجمهوري بهدف الحد من عمليات تهريب الحشيش والحبوب المخدرة، وذلك من أجل إيهام الأردن بأنهم يعملون على مكافحة تهريب المخدرات في خطوة للدفع بالعلاقات السورية – الأردنية إلى الأمام.
وبحسب مصدر محلي لتجمع أحرار حوران فإن الوسوف لم يمنع تهريب المواد الغذائية والدخان وبعض المواد الأخرى في الاتجاهين، وحاول أكثر من مرة التوصل إلى صيغة تفاهم مع الميليشيات الإيرانية ومجموعات الأمن العسكري لوقف تهريب المخدرات، إلا أن كل مساعي الوسوف باءت بالفشل بحسب المصدر وهو ما دفع تلك الميليشيات لاغتياله.
المصدر اعتبر اغتيال وسوف رسالة إلى ضباط النظام الذين يحاولون منع تهريب المخدرات ووضع حد للميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة.
وأكد المصدر أن وسوف يشارك بقية ضباط النظام الفساد، وسبق له أن ابتز عشرات المسافرين لدفع رشاوى مقابل الدخول أو الخروج من سوريا، لكن فساده اقتصر على الابتزاز وتهريب المواد الغذائية، من دون أن يشارك في عمليات تهريب مواد مخدرة.
وتشير معلومات خاصة، لتجمع أحرار حوران، إلى أن الفرقة الرابعة المدعومة من قبل إيران هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن تهريب المخدرات إلى الأردن، وبدرجة ثانية فرعي الأمن العسكري والأمن الجوي، ومجموعات محلية تابعة لهما، وهذه المجموعات تنشط بالقرب من معبر نصيب منذ عدة سنوات.
وتضيف المعلومات، أن الفرقة الرابعة، والأمن العسكري ومجموعاته المحلية تعتمد على المخدرات كتمويل ذاتي لعملياتها، ولدفع رواتب عناصرها، وهذا ما يجعل الاقتراب منها بمثابة جريمة أياً كان الشخص أو صفته، وهذا ما أدى لمقتل وسوف.
وتعتبر المنطقة التي جرى فيها اغتيال الرائد ماهر وسوف منطقة خاضعة لسيطرة قوات تتبع لفرع الأمن العسكري، يقودها القيادي السابق في المعارضة عماد أبو زريق بالتعاون مع عناصر من أبناء المنطقة، الفرع الذي يشكل عصب كل الأحداث التي تجري من اغتيالات وقتل وتهريب في المحافظة.
وسبق أن فجّر عناصر الأمن السياسي في 20 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت، عبوة ناسفة كانت مزروعة بالقرب من إحدى المباني التابعة لهم في معبر نصيب الحدودي، واقتصرت الأضرار على البناء.
وتجدر الإشارة إلى أن المخدرات انتشرت بشكل كبير في محافظة درعا منذ سيطرة النظام عليها في تموز 2018 بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته مع فصائل المعارضة بضمانة روسية، حيث سهل النظام السوري عمليات تصنيع المخدرات وترويجها في المحافظة، إضافة لتحويلها إلى خط تهريب نحو الأردن ودول الخليج.
اقرأ أيضاً.. ميليشيا الكبتاجون.. أقراص ترسم ملامح مستقبل الشبان في الجنوب السوري