كارثة إنسانية في مدينة درعا وواقع إنساني يحتضر ..
درعا : الثلاثاء / 6 – حزيران – 2017
سيرين الحوراني – تجمع أحرار حوران
ظروف صعبة و مأساوية تغدو هي الأقرب إلى الكارثة الإنسانية التي يعيشها أعداد كبيرة من أهالي درعا ممن فضلوا النزوح وترك بيوتهم وممتلكاتهم على البقاء تحت القصف العشوائي والمدمر لقوات الأسد و الميليشيات المساندة لها من الحواجز المحيطة بهم والتي تمطر أحياء مخيم درعا وطريق السد ودرعا البلد بوابل من صواريخ الفيل فضلاً عن البراميل المتفجرة والغارات الجوية وقنابل النابالم الحارقة والمحرمة دولياً.
في حين وثق تجمع أحرار حوران استهداف أحياء مدينة درعا المحررة ( مخيم درعا – طريق السد ) خلال 48 ساعة بـ 105 برميل متفجّر من الطيران المروحي, و 36 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي, و 175 صاروخ أرض أرض من نوع “فيل” , بالإضافة لقنابل النابالم الحارقة والمحرمة دولياً.
و أكد عضو تجمع أحرار حوران “أيهم السعيد” وهو ابن مخيم درعا, أنّ القصف الممنهج من قبل قوات الأسد للمخيم أجبر أكثر من 400 عائلة على النزوح وترك بيوتهم ولم يتبق في المخيم سوى فئة الشباب من حملة السلاح الذين يدافعون عنه.
وعن المعارك الدائرة في المخيم أوضح “السعيد” أنّ قوات الأسد والمليشيات الأجنبية تسعى للسيطرة على منطقة المخيم كونها خط التماس بين المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد والمناطق المسيطر عليها من قبل فصائل الثوار حيث يقسم المدينة بذلك إلى شطرين ولتأمين مركز مدينة درعا , كما تسعى قوات الأسد أيضاً إلى السيطرة على منطقة الصوامع , ليتمكن من فصل الريف الغربي عن مدينة درعا وبذلك يسهل عليه السيطرة على جمرك درعا القديم ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن
و أضاف “السعيد” بأنّ أعداد كبيرة من النازحين من أبناء درعا يواصلون حياتهم في العراء في خيم لا تكاد تقيهم الحر في ظل غياب كامل لكافة المواد الخدمية او الغذائية او الاغاثية , أو حتى مادة حليب الأطفال التي ربما تسكت جوع أطفالهم من الرضع و الصغار.
وقال عضو تجمع أحرار حوران “عيسى العبدلات” وهو ابن حي طريق السد, أنّ المدنيين من أبناء درعا يواجهون في هذا النزوح ظروف صحية قاسية من انتشار بعض الأمراض في ظل انعدام وجود نقط طبية خاصة بتلك التجمعات و انقطاع لكافة الأدوية فضلاً عن خروج بعض المشافي القريبة عن الخدمة بسبب القصف الممنهج لقوات الأسد مثل مشفى النعيمة او غيرها من مشافي درعا.
كما أشار “العبدلات” إلى أنّ الأطفال هم الأكثر تضرراً من قوات الأسد على مناطق مخيم درعا وحي طريق السد وأحياء درعا البلد إذ فقد أغلب الأطفال النازحين تعليمهم لانعدام وجود الخيم التعليمية او الكوادر المختصة بهذا الجانب لتأمين حق يبدو هو الأول والضروري من حقوقهم في التعلم و الحياة.
في حين تعيش تلك التجمعات من النازحين من أبناء درعا ظروف قاسية في ظل تغيب تام للجهات الإغاثية في تقديم المساعدات الإنسانية لهم ولأطفالهم.
يقع مخيم درعا في قلب محافظة درعا يبعد حوالي نصف كم عن مركز مدينة درعا , ويعيش أهالي المخيم منذ ما يقارب 4 سنوات ظروف مأساوية جراء الحرب التي تشنها قوات الأسد والمليشيات المساندة لها على هذه المنطقة يضاف إليه قصف مستمر أجبر غالبية الأهالي على النزوح من مساكنهم.
يذكر أنّ أبناء مخيم درعا معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين من الجولان.
في حين يبعد حي طريق السد 1 كم عن مركز مدينة درعا ويقع بمحاذاة مخيم درعا, ونزح عشرات العائلات من الحي جراء القصف العنيف الذي خلّف عشرات الشهداء والجرحى ودماراً واسعاً في الأبنية السكنية.