درعا: الفوج 89 نقطة إيرانية بتوافق دولي!
أبرز القواعد الإيرانية جنوب سوريا "الجزء الأول"
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
مر التواجد الإيراني في جنوب سوريا، وخاصة محافظة درعا بفترات مختلفة، وذلك حسب الظروف، ففي حين كان التواجد كبيرا في مراحل معينة قبل العام 2018، انخفض تواجد العناصر الإيرانية الجنسية والجنسيات الأخرى بنسب متفاوتة ما بين تموز/يوليو 2018 وبين أيلول/سبتمبر 2021، بسبب الضغوط على روسيا للحد من تواجدهم.
ولكن مؤخرًا وللقدرة الإيرانية على استغلال الظروف الدولية، قامت الميليشيات الإيرانية بتنفيذ عمليات إعادة انتشار في مناطق مختلفة من سوريا، وخاصة جنوب وشرق سوريا، في كل من المحافظات الثلاث الجنوبية، درعا، السويداء والقنيطرة، إضافة لمحافظة دير الزور مستغلة الحرب الروسية في أوكرانيا، والانشغال العالمي بها.
الفوج 89 قرب بلدة جباب
يتواجد في هذا الفوج مقاتلين تابعين للحرس الثوري الإيراني، ولحزب الله اللبناني، وتتوزع قطعات الفوج على 3 تلول في المنطقة، ويعتبر الحاج حسين الخليل “لبناني الجنسية”، المسؤول العام عن الفوج بشكل فعلي، بينما القيادة الشكلية لضباط النظام السوري.
يتمتع “خليل” بشخصية قيادية قوية يتحدث اللغة الفارسية وينسق بين الخبراء الإيرانيين مع قائد الفوج ومع الضباط الموجودين ضمن المنطقة، يوجد في ظهر التل كتيبة دفاع جوي ذات الرقم 107، والتي تم تزويدها بصواريخ إيرانية.
يشكل الفوج 89 والقطع العسكرية التي تتبع له منطقة عسكرية كبيرة تتوزع على عدة نقاط، ويتميز الفوج بكثرة المداخل والمخارج، وذلك ما يعطي سهولة التمويه في الدخول والخروج بحيث تدخل بعض السيارات القادمة من دمشق على الأوتوستراد الدولي تخرج أو تعود إلى دمشق على الطريق القديم، الطريق الغربي، ويتم التبديل لعناصر الحزب بواسطة حافلات مبيت تابعة لقوات النظام، أو سيارات مدنية من أجل التمويه.
تم تزويد كتيبة الدفاع الجوي في الفوج بأنظمة دفاع جوي إيرانية، عملت خلال العامين الأخيرين على التصدي للغارات الإسرائيلية، وتتم عمليات صيانة لأنظمة الدفاع الجوي في الفوج بشكل دوري، مع تحديث لها من الإيرانيين، بموجب اتفاق بين كل من إيران والنظام لتطوير أنظمة الدفاع الجوي السورية.
مع بداية الثورة السورية عام 2011 أنشأ النظام السوري مهبطًا للحوامات بجانب مكتب قائد الفوج لنقل البراميل المتفجرة وقصف المدنيين بها بعد تصنيعها في نفس الفوج، الذي يعتبر أحد مراكز تصنيع البراميل إضافة إلى مراكز أخرى أبرزها في حلب وحماة.
وتم استخدام الفوج في الأعوام 2013 و 2014 لقصف الغوطة الغربية بصواريخ أرض – أرض، والتي تعتبر أكثر الصواريخ حراسة فيه.
وحسب معلومات حصل عليها “تجمع أحرار حوران” فإن الفوج 89 يُعد من أهم مراكز تواجد الميليشيات الإيرانية، فهو من ناحية يحقق شروط اتفاق التسوية بابتعاد الإيرانيين عن الحدود الجنوبية مسافة 80 كم، ومن ناحية ثانية فهو من الأفواج العسكرية الكبيرة التي تحتوي تجهيزات ملائمة لاستقبال عدد كبير من العناصر وتدريبهم.
اقرأ أيضاً.. مليشيا “حزب الله” تنقل صواريخ “توشكا” من مواقع عسكرية في شمال درعا إلى شرقها
ويبعد الفوج 89 قرابة 80 كم عن الحدود السورية الأردنية، ونحو 50 كم عن الحدود مع الجولان المحتل، وكان الاتفاق غير المعلن الذي عقدته روسيا مع الأردن وإسرائيل ينص على إبعاد خطر الميليشيات الإيرانية 80 كم عن الحدود باتجاه العمق السوري، وبذلك تعتبر إيران تواجدها ضمن الفوج محققاً لشروط الاتفاق الذي ضمن الروسي تطبيقه.
ومن الجدير بالذكر، أن الميليشيات الإيرانية تتواجد في العديد من القطعات العسكرية التابعة للنظام السوري في الجنوب السوري، ولكن في المناطق القريبة للحدود يكون تواجدها غير علني حتى من خلال ارتداء اللباس العسكري لقوات النظام.
ويعتبر جنوب سوريا جغرافيا استراتيجية مهمة لإيران، في مجال تهريب وتجارة المخدرات نحو السعودية ودول الخليج العربي، وبالتوازي مع ذلك العمل على تشييع أبناء المنطقة الذي يعد أحد أبرز أهداف إيران.