ما حقيقة التواطؤ الروسي مع إيران في مسألة الانسحاب الروسي من درعا؟
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
منذ بدء انتشار الأخبار التي تحدثت عن انسحابات روسية من محافظة درعا، يحاول الروس نفي الأخبار، من خلال تسيير دوريات مشتركة مع الأمن العسكري في كل من بصرى الشام، وبعض أجزاء من منطقة حوض اليرموك التي لا تخضع أصلاً للنفوذ الإيراني.
وفي مقابل ذلك، بات الوجود العسكري الروسي في درعا، يقتصر على عدد من عناصر الشرطة العسكرية في كل من مدينة ازرع، وفي القاعدة الروسية التي أنشأت قبل أعوام في ما يعرف بحقل تعليم قيادة السيارات بين بلدتي جباب وموثبين شمال مدينة الصنمين.
تواطؤ روسي إيراني في الجنوب
في الوقت الذي يحاول الروس إثبات وجودهم في ازرع، هناك تواجد مكثف للميليشيات الإيرانية، خاصة في اللواء 12، وفي مطار ازرع الزراعي المجاور للمدينة، والذي يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني، حيث يستخدمه الإيرانيون لإطلاق الطائرات المسيرة الخاصة بالتجسس والتصوير، والذي سبق أن تعرض للقصف الإسرائيلي لأكثر من مرة في العامين السابقين.
التغلغل الإيراني، لم يكن مرتبطًا بالانسحاب الروسي، فمنذ الأيام الأولى لعملية التسوية في 2018، غض الروس الطرف عن دخول الإيرانيين إلى درعا، وكانت البداية من منطقة اللجاة حين قامت ميليشيا حزب الله بتجريف 8 بلدات تحيط ببلدة إيب وتحويلها إلى مقرات ومستودعات للسلاح الإيراني، بالإضافة لمقرات تدريب للعناصر المنتسبين من أبناء المحافظة للميليشيات في حقل كريم للرمي، في منطقة كريم الشمالي في اللجاة.
وأيضًا، سمح الروس للإيرانيين بالسيطرة على الفرقة التاسعة “قوات خاصة” والتي تتخذ من الصنمين مقرًا لقيادتها، وتشير معلومات لوجود غرفة عمليات في مقر قيادة الفرقة زارها قاسم سليماني بعد عملية التسوية للإشراف على التواجد الإيراني في الجنوب.
منطقة مثلث الموت، بين درعا والقنيطرة، وهي في الأصل قاعدة إيرانية، ولكن في الأيام الأخيرة جرت زيادة لعدد العناصر من ميليشيا فاطميون فيها، تحضيرًا لمرحلة ما بعد الانسحاب الروسي، وتحسبًا لأي مواجهات من الممكن أن تقع في مناطق من المحافظة، وإن كانت متوقعة بشكل محدود.
كيف ينتشر الإيرانيون في الجنوب
هناك العديد من المقرات التي يتواجد فيها الإيرانيون منذ العام 2011 في درعا، فمع بداية الثورة السورية تم اتخاذ ملعب البانوراما في درعا مقرًا للمستشارين العسكريين الإيرانيين، بالإضافة إلى عدة مبان في مدينة درعا، أبرزها مقر فرع حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كانت تتواجد فيه كتيبة للقناصة التابعين لحزب الله اللبناني، والتي ساهمت بارتكاب مجزرة 23 آذار/مارس قرب حي شمال الخط في مدينة درعا.
اقرأ أيضاً.. كيف تعمل إيران على تحويل الجنوب السوري لضاحية جنوبية ثانية؟
أما في ريف درعا، فالتواجد الإيراني لا يزال قائمًا في العديد من القطعات العسكرية، وفي كل تلك المناطق يتواجد عناصر الميليشيات تحت ستار جيش النظام وبلباسه العسكري، ويعتبر مقر الميليشيات في ضاحية درعا وأبراجها السكنية هو الأحدث والذي أنشأ خلال الهجوم الأخير على درعا البلد، حيث تتواجد فيها ميليشيا أسود العراق التابعة لإيران، أضافة لعناصر من حزب الله.
الانسحاب الروسي مستمر وإيران لن تتراجع
مختصون أكدوا في حديثهم لـ”تجمع أحرار حوران”، أن روسيا تقوم بالفعل بسحب قواتها من درعا ومناطق أخرى من سوريا، وخاصة الجنود الذين تمرسوا على القتال في سوريا خلال السنوات الماضية، حيث يتم نقلهم إلى قاعدة حميميم، ومنها لتنفيذ مهام حراسة للحدود في مناطق، دونباس، ومدينة ماريوبل الأوكرانية.
وأشاروا إلى أن القوات التي انسحبت من درعا، اتجهت إلى حمص ومنها إلى القاعدة الجوية في حميميم، ولكن تقوم روسبا بسحب عناصرها بشكل تدريجي كي لا تحدث فراغًا أمنيًا وعسكريًا تشتعل الأمور معه بشكل لا ترغب به لضمان استمرار إبقاء سوريا كورقة للضغط في يدها خلال العديد من المفاوضات والقضايا.
اقرأ أيضاً.. هل تتوقف إيران عن نشاطاتها في الجنوب السوري وتهديد الجوار؟
ومن جهة أخرى، فإن إيران لن تتوقف عن الاستمرار في مشروعها بالانتشار تحديدا في المناطق الحدودية التي قد تشكل لها أوراق ضغط سياسية وبوابة اقتصادية، مع الإشارة لنقطة مهمة، أن إيران تزج بمقاتلين أجانب معظمهم من الأفغان دون أن تعطي أي اعتبارات لخسائرها البشرية مقابل نجاح مشروعها.
ولذلك يرى خبراء بالشأن الإيراني، أنه لمحاربة إيران، لا بد من محاربة جميع أدواتها على الأرض وبشكل علني، ابتداء من محاربة تجار ومروجي المخدرات، ووصولاً للخلايا والأشخاص التابعين لها، وذلك قبل أن تتم محاربة ميليشياتها الأجنبية أيًا كانت جنسيتها.