من استهدف الكسم؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
أصيب القيادي في الأمن العسكري “مصطفى قاسم المسالمة” المعروف محلياً بالكسم بعدة طلقات نارية في حي المطار بدرعا المحطة، نقل على إثرها إلى مشفى الرحمة.
وسبق أن تعرض الكسم لأكثر من 7 محاولات اغتيال بالرصاص المباشر أو بعبوات ناسفة زُرعت بالقرب من مقراته في حي المنشية بدرعا البلد، أو أماكن تواجده أسفرت عن مقتل مرافقين بينهم شقيقه وإصابة آخرين.
هذه المرة تبدو العملية أكثر تأثيراً ومختلفة عن سابقاتها، إذ استخدمت الجهة التي أطلقت النار سيارة في منطقة تعتبر مربعاً أمنياً -حي المطار- يصعب دخول مسلحين إليه من دون تسهيلات من النظام.
مصادر تجمع أحرار حوران قالت إن الفاعل هو “شادي الصمادي” قيادي في الفرقة الرابعة ومعروف أنه اعتنق المذهب الشيعي منذ سنوات، ويتزعم ميليشيا محلية شاركت إلى جانب النظام في الأعمال العسكرية بدرعا منذ عام 2014.
وجاءت عملية الاستهداف بحسب المصدر نتيجة خلاف بين الكسم والصمادي نتج عنها اعتقال الكسم للصمادي قبل شهر بتهمة زرع عبوات ناسفة لقتله بالإضافة لزرع عبوات أخرى بغرض استهداف بعض قادة التسويات، عملية الاعتقال تمت بعد اعتراف أحد عناصر الصمادي خلال محاولة زرع إحدى العبوات.
بينما رجّح مصدر محلي آخر أن تكون العملية جرت بإشراف القيادي في الأمن العسكري “عماد أبو زريق” خاصة وأن السيارة التي استهدفت الكسم من نوع “فورتي” لون “أسود”، سلكت طريق درعا، النعيمة، ودخلت نصيب بعد تنفيذ العملية.
وعلى الرغم من تبعية كل من الكسم وأبو زريق للأمن العسكري إلا أن خلافات ظهرت بينهم بعد أن قتل الكسم اثنين من العناصر المقرّبين بشكل كبير من أبو زريق قبل مدة.
وشهدت بلدة النعيمة شرقي درعا استنفاراً أمنياً بعد قدوم رتل يتبع لجهاز المخابرات الجوية ووصوله إلى مدخل البلدة عقب تنفيذ محاولة اغتيال الكسم، بحسب مراسل تجمع أحرار حوران.
عملية استهداف الكسم تأتي بالتزامن مع تعزيزات وصلت إلى المنطقة من ميليشيات مدعومة من إيران استقرت في محيط درعا البلد والمخافر الحدودية القريبة من الأردن، ومنعت تلك المجموعات اقتراب عناصر وقادة التسويات من أماكن تواجدها.
من هو الكسم؟
مصطفى قاسم المسالمة، من مواليد عام 1993، قيادي سابق في فصائل المعارضة، انضم لجهاز الأمن العسكري عقب التسوية في تموز 2018، وأصبح بعد ذلك أبرز المتعاونين مع الأمن العسكري في اغتيال واعتقال المعارضين والناشطين في مدينة درعا، لاسيما مشاركته في العملية العسكرية التي شهدتها درعا البلد منتصف العام الفائت، إضافة لعمله في تجارة وتهريب المواد المخدرة.
اقرأ أيضاً.. “الله ورجال الشعبة”.. “الكسم” من قائد لواء في “الحر” إلى لعبة بيد النظام
ويتخذ الكسم من حي المنشية موقعًا رئيسيًا لقواته كما تنتشر قوات له مع عناصر الأمن العسكري ضمن مفرزة أمنية في الجمرك القديم.
ومنذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 جنّد نظام الأسد العديد من المجموعات المحلية من أبناء محافظة درعا وسلّمها السلاح والبطاقات الأمنية بهدف القيام بأعمال أمنية لاغتيال القياديين والعناصر السابقين في فصائل الثوار، وراح ضحية ذلك العشرات من أبناء المنطقة الذين فضلوا البقاء في المنطقة وعدم الانضمام لقوات النظام.