جنيف 8 والغموض الذي يلف المواقف .!
تجمع أحرار حوران – أبو ربيع الحوراني
في قراءة متأنية للتطورات السياسية الأخيرة التي جرت في كل من سوتشي و الرياض وما نتج عنها من تفاهمات واتفاقات ورسائل هي في الحقيقة مؤشرات على تغيير ما قد يشهده المسار السياسي للأزمة السورية في المرحلة القادمة، لكنها مؤشرات يشوبها الغموض والحذر نظراً لشح المعلومات وغياب التفاصيل .
وإذا ما عدنا لبعض الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية فإننا نرى في القمة الثلاثية التي جمعت قادة الدول الثلاث الضامنة ( روسيا وإيران وتركيا ) محطة لابدّ من التوقف عندها باعتبارها تحمل الكثير من إشارات الاستفهام، وربما الشكوك حول ماتمَّ التوافق أو الاتفاق عليه، وما إذا كان الهدف من هذه التفاهمات هو تأمين مصالح هذه الدول على حساب معاناة السوريين أم أن هناك فعلاً نية صادقة ومساعي حقيقة لإيجاد حل سياسي ينهي هذه المعاناة .
لا شك ان هناك شيئاً ما قد تم التوصل اليه ورسمت خطوطه العريضة من خلال هذه القمة التي جمعت ولأول مرة قادة هذه الدول المعنية بالأزمة السورية وهذا دليل اكيد على أن هناك تفاهمات جديدة بقيت طي الكتمان ولم تعلن عبر وسائل الإعلام…
وعلى ما يبدو أن فحوى هذه التفاهمات قد أبلغت للأسد قبيل انعقاد القمة الثلاثية بعد دعوته الأخيرة وغير الرسمية لروسيا ، والتي لم تدم سوى 4 ساعات التقى خلالها الرئيس بوتن وكبار القادة العسكريين، وما تلا ذلك من تصريحات روسية تؤكد على ضرورة تقديم تنازلات من جميع الأطراف بما فيهم النظام وهي رسالة واضحة للأسد على أن الحل السياسي قد بدأ ..
وكان اللافت في هذا اللقاء هو العناق الذي تم بين بوتين والأسد والصور التذكارية التي التقطت لهما وكأنه الوداع الأخير للأسد حسب محللين .!
إن أكثر ماتميزت به المحطات السابقة هو مؤتمر الرياض 2 الذي أفضى إلى انتخاب هيئة تفاوض جديدة للمعارضة التي استطاعت ولأول مرة من خلال هذا المؤتمر على توحيد صفوفها ورؤيتها للحل، ما يعزز موقفها السياسي والتفاوضي أمام وفد النظام في جنيف 8 الذي سيعقد يوم غد الأربعاء .
ويبقى على هذه المعارضة ضرورة التمسك بالثوابت الأساسية للثورة ،ومرجعية جنيف، والقرار الدولي 2254 والإصرار على مطلبها الأول الذي لابديل عنه، وهو رحيل الأسد وأركان حكمه القمعية قبل البحث في أي ملف آخر، لأنه لايمكن الانتقال إلى سورية ديمقراطية بوجود هذا الطاغية ونظامه المجرم، وهذا المطلب يجب أن يتصدر قائمة المطالب والبنود على ملفات البحث .
تنويه : المقال يعبر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.