درعا: النظام يدعم التنظيم ويتبنى القضاء عليه!
تجمع أحرار حوران – مجد المحمد
سيطرت المجموعات المحلية واللواء الثامن على كامل حي طريق السد في مدينة درعا بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المتهمة بالانتماء لتنظيم الدولة، دامت 16 يوماً.
وقال قيادي محلي لتجمع أحرار حوران إنّ المجموعات المحلية بمساندة اللواء الثامن قامت صباح اليوم الثلاثاء بالسيطرة على بناء المهندسين الذي يعتبر آخر معاقل المجموعات المتهمة بالانضمام للتنظيم في الحي.
بداية المعركة واستئصال التنظيم من درعا البلد
بعد اشتباكات استمرت لأكثر من أسبوعين قتل العشرات من العناصر المتهمين بالانضمام للتنظيم في منطقة درعا البلد، وفر عشرات آخرين على رأسهم القياديين “محمد المسالمة” الملقب بـ “هفو” و “مؤيد حرفوش” الملقب بـ “أبو طعجة”.
وأوضح المحامي سليمان القرفان أن تنظيم داعش حاول الثأر والانتقام لمجموعاته التي قضي عليها من قبل المجموعات المحلية في جاسم فكانت عملية التفجير الانتحاري في مضافة الأبازيد في درعا البلد مما دفع المجموعات المحلية واللواء الثامن لفتح معركة جديدة ضد العناصر الذين اتخذوا من منطقة طريق السد مقرات لعمليات التفجير والاغتيالات.
اقرأ أيضاً.. المجموعات المحلية تسيطر على كامل حي طريق السد بدرعا
وأضاف “القرفان” أن المعركة بدأت بعد أن ثبت بما لايدع مجالاً للشك بأن كل من هفو وحرفوش وآخرين معهم يشكلون ذراع عسكري لتنظيم الدولة وهم أيضاً يقفون وراء عمليات اغتيال الثوار في منطقة درعا البلد وبعض المناطق المجاورة.
وشبّه “القرفان” العملية العسكرية في حي طريق السد بالعملية الجراحية لاستئصال ورم في الدماغ، نظراً لأهمية درعا البلد بالنسبة لمحافظة درعا.
وبين أن المجموعات الهاربة فقدت مصدر قوتها وأصبح من السهل القضاء عليهم في أي مكان ممكن أن يتخذوه منطلقاً جديداً لعملياتهم، مشيراً أنهم فقدوا حاضنتهم الشعبية بعد أن افتضح أمرهم وإثبات تورطهم وتبعيتهم للتنظيم الأمر الذي كانوا ينفوه سابقاً.
النظام يدعم التنظيم!
أوضح “القرفان” في تصريحه لتجمع أحرار حوران أن النظام حاول تعطيل العمليتين العسكريتين سواء في جاسم ودرعا البلد، وعمل جاهداً للضغط لإيقاف العمل بهدف حماية هؤلاء العناصر الذين كان يستخدمهم في القضاء على الثوار والتخلص منهم عن طريق عمليات الاغتيال.
وبحسب المحامي فإن “الاعترافات والتسجيلات التي تم الكشف عنها موخراً تثبت وبالدليل القاطع بأن عناصر التنظيم مرتبطين بشكل مباشر مع الأجهزة الأمنية ولاسيما الأمن العسكري وأن عمليات الاغتيال التي تمت كانت بأوامر منهم”.
ومن جانبه أوضح العميد أسعد الزعبي في تصريح خاص لتجمع أحرار حوران أن الداعم الأساسي لتنظيم داعش في محافظة درعا هي أجهزة النظام الأمنية.
وأشار الزعبي إلى ضرورة إلقاء القبض على عناصر منهم من أجل معرفة العناصر الآخرين الذين يعملون معهم، وكشف مخططاتهم وطرق تحركاتهم، والتحقق فيما إذا كان النظام يخبئ عدو آخر.
تبنّي مفضوح
منذ بداية الحملة العسكرية على تنظيم داعش في مدينة جاسم وحي طريق السد، تبنت أجهزة النظام الأمنية العملية، وأعلنت عبر وسائل الإعلام الموالية لها عن مشاركتها ودعمها لقتال التنظيم.
وهذا ما نفته ساحة المواجهات العسكرية والتي لم تشهد وجود أي عنصر من عناصر النظام، باستثناء عناصر من أبناء محافظة درعا تحت مسمى “اللواء الثامن” الذي يتبع إدارياً لفرع الأمن العسكري والذي شارك بالمعركة دون تلقي توجيهات من الفرع ذاته، بحسب ما صرّح به المحامي عدنان المسالمة بأنّ نظام الأسد رفض في بادئ الأمر مشاركة اللواء الثامن في معارك طريق السد، إلا أن إصرار أهالي المنطقة لحسم المعركة كان الدافع لدخول اللواء ومشاركته في الأعمال العسكرية.
على العكس كانت أجهزة النظام وخاصة فرع الأمن العسكري والميليشيات الإيرانية وراء دعم تنظيم داعش في درعا وإدخالهم إلى المناطق المراد زعزعة أمنها وتنفيذ عمليات اغتيال بحق المعارضين.
اقرأ أيضاً.. حاكم درعا وشركاؤه !
حيث أوكلت عملية تصفية المعارضين إلى العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري، الذي استطاع إمساك جميع الخيوط بيده في درعا، من خلال ارتباطه القوي بالنظام في دمشق من جهة، وارتباطه بالميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، كما استطاع الإمساك بخيط تنظيم “داعش” وتوظيف عدد من قياداته لصالح عمليات الاغتيال لقادة وعناصر المعارضة الذين يرغب بتصفيتهم.
وخلال السنوات الأربع الماضية، تمكّن العلي وضباط آخرين من أجهزة النظام الأمنية من تشكيل خلايا أمنية يدير بعضها قادة سابقون في فصائل المعارضة، ليتم بذلك تصفية المئات من أبناء المحافظة بينهم قياديون وعناصر من المعارضة، إضافة إلى عدد من الشخصيات المؤثرة والتي كانت تدعو لمقاومة المشروع الإيراني، إضافة لشخصيات موالية للنظام يرغب بالتخلّص منها.
اقرأ أيضاً.. جاسم: اعترافات الصلخدي تثبت ما نشره “أحرار حوران” قبل أشهر
وهذا ما أكدته اعترافات القيادي في تنظيم داعش “رامي الصلخدي”، التي أثبتت تورطه مع رئيس فرع الأمن العسكري “لؤي العلي” في التخطيط لعمليات اغتيال ضد معارضين في مدينة جاسم، واجتماعه وقادة آخرين من داعش معه.
وبحسب مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران فقد جرى توثيق مقتل 11 عنصراً بينهم إعلامي من المجموعات المحلية، في حين قتل أكثر من 16 عنصراً من المجموعات المتهمة بالانتماء لتنظيم الدولة خلال المواجهات العسكرية في حي طريق السد ومخيم درعا.
ووثق المكتب استشهاد ثلاثة مدنيين بينهم طفل وإصابة 8 آخرين بإطلاق نار متبادل خلال المواجهات والاشتباكات في حي طريق السد بدرعا.
وكانت المجموعات المحلية واللواء الثامن أطلقت العمل العسكري في 31 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، على مجموعة عناصر تتهمهم بالانضمام إلى تنظيم داعش في منطقة حي طريق السد.
وتأتي العملية العسكرية بعد تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف منزل القيادي السابق في الجيش الحر “غسان أكرم أبازيد” والذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح.