التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آذار/مارس 2023
تجمع أحرار حوران – تحرير قداح
شهد شهر آذار/مارس 2023، ارتفاعاً ملحوظاً في قتلى الجنايات، واستمراراً في عمليات الاعتقال والاغتيال في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
القتلى:
سجل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران خلال شهر آذار الفائت مقتل 40 شخصاً في محافظة درعا.
وفي التفاصيل، وثق المكتب مقتل شاب مدني تحت التعذيب بعد استدراجه من قبل فرع أمن الدولة في مدينة انخل واعتقاله، ومقتل مدني نتيجة إصابته برصاصة طائشة إثر اشتباكات بين اللواء الثامن ومجموعة محلية في مدينة إنخل، بالإضافة إلى مقتل شاب “غير مدني” يتبع لمجموعة معارضة للنظام أثناء مهاجمته دورية تابعة لشرطة النظام على الأوتوستراد الدولي دمشق درعا.
كما سجّل قتل 5 أشخاص من مجموعة محلية مسلّحة جراء الاشتباكات مع اللواء الثامن الذي يوجّه إليهم تهمًا بالعمل في تجارة وترويج المخدرات جنوب سوريا.
وسجل أيضاً مقتل عنصر من أبناء المحافظة بعد اختطافه، يعمل مع الميليشيات المدعومة من قبل إيران وسبق له المشاركة في أعمال عسكرية في محافظة درعا.
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 26 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال.
وحول توزع قتلى الاغتيالات، فقد قتل 4 أشخاص (تصنيفهم من المدنيين) موزعين على النحو الآتي: 3 أشخاص لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية بينهم يافع (غير بالغ) وواحد من بينهم يتهم بالعمل في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى عنصر سابق في الجيش الحر لم ينتمِ عقب التسوية لأي جهة عسكرية.
في حين قتل 11 شخصاً (تصنيفهم من غير المدنيين) موزعين على النحو الآتي: سجل مقتل 3 قادة سابقين في الجيش الحر من بينهم 2 تزعما عقب التسوية مجموعات محلية تتبع لفرع الأمن العسكري، وثالث تزعم مجموعة تعمل في تجارة المخدرات.
كما قتل 8 عناصر سابقين في الجيش الحر، تم البحث في طبيعة عملهم عقب إجراءهم التسوية ليتبيّن أن 2 منهم عملا ضمن مجموعة تعمل لصالح فرع الأمن العسكري عقب التسوية، و 2 في مجموعة مسلحة تعمل في النهب والسلب، وواحد في مجموعة تابعة لفرع الأمن السياسي، وواحد في مجموعة تابعة للمخابرات الجوية، وواحد في مجموعة تعمل في تجارة المخدرات، وواحد اتهم بالتنسيق مع خلايا تنظيم داعش.
وضمن ملف الاغتيالات سجل مقتل 6 من قوات النظام بعمليات استهداف متفرقة في محافظة درعا، موزعين على الشكل الآتي: ضابط واحد برتبة “ملازم أول” و 5 عناصر برتبة “مجند”.
وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر آذار جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء عملية واحدة بـ “عبوة ناسفة”، وعملية أخرى بـ” قنبلة يدوية”.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
وفي قسم الجنايات، وثق المكتب مقتل 9 أشخاص (تصنيفهم من المدنيين) بينهم عنصر سابق في الجيش الحر، موزعين على النحو الآتي: 2 نتيجة خلافات عائلية، و 2 نتيجة خلافات قديمة، وواحد بدافع الثأر، و 2 نتيجة إصابتهما بطلق ناري طائش (أحدهما في حفلة زفاف والآخر أثناء تواجده بالقرب من مشاجرة)، وواحد قتل أثناء قيامه بعملية نهب وتشليح، والأخير قتل متأثراً بجراحه التي أصيب بها في شباط الفائت خلال عملية تشليح تعرض لها.
كما قتل شخص واحد (تصنيفه من غير المدنيين) وهو عسكري في قوات النظام قتل بدافع الثأر.
الإخفاء القسري:
وثق المكتب خلال شهر آذار اعتقال 36 شخصاً، بينهم سيدة، من قبل قوات النظام واللواء الثامن في محافظة درعا، أُفرج عن 15 منهم خلال الشهر ذاته.
ويشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أنّ أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أنّ عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب.
وحسب توزع الجهات المنفذة لعمليات الاعتقال فقد تم توثيق 6 حالات اعتقال من قبل المخابرات العسكرية، و 4 حالات من قبل المخابرات الجوية، وحالة واحدة “سيدة” من قبل الأمن الجنائي، وحالة واحدة من قبل المخابرات العامة (أمن الدولة)، و 24 حالة من قبل اللواء الثامن (أفرج عن 12 شخصاً منهم، ولا يزال 12 آخرين محتجزين بتهم مختلفة موجهة لهم من قبل اللواء الثامن، كقيام أفراد منهم بمهاجمة حواجز للواء الثامن، والعمل في تجارة المخدرات).
ووثق المكتب خلال شهر آذار 3 حالات اختطاف في محافظة درعا، حيث أفرج عن شخصين اثنين مدنيين أحدهما طبيب، بعد دفع ذويهم فدية مالية بمبالغ طائلة للجهات الخاطفة، في حين قتل الثالث بعد اختطافه بنحو أسبوعين ووجهت لهم اتهامات بالعمل ضمن صفوف الميليشيات المدعومة من قبل إيران.
كما أفرج عن 3 أشخاص “مدنيين” في مطلع شهر آذار/مارس، بعد اختطافهم خلال شهر شباط/فبراير الفائت عقب أن دفع ذويهم مبالغ مالية للجهات الخاطفة.