هل تحرك إيران الجنوب السوري ؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
فاجأت العملية العسكرية في محيط قطاع غزة إسرائيل والعالم، عملية مباغتة فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وأجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية المتعاونة معه في كشف خيوطها قبل أن تبدأ.
عملية أثبتت ضعف إسرائيل وقدرة مجموعات لا تملك من أدوات المعركة سوى التدريب وأسلحة أغلبها صُنّع محلياً لردع العدو والرد على تجاوزاته المتكررة بحق الفلسطينيين.
معركة مفاجأة من جميع النواحي لا تنبؤات سبقتها ولا مؤشرات على بدايتها أو نتائجها النهائية، عامل الوقت هنا لن يحسم المعركة لصالح طرفٍ من الأطراف كما جرت العادة في عدوان إسرائيل على مخيم جنين وقطاع غزة، تلك العمليات كانت إسرائيل تملك فيها زمام المبادرة وتضع السيناريوهات المحتملة لردات الفعل المتوقعة وغير المتوقعة من الفصائل الفلسطينية، تبدأ المعركة متى تشاء وتقبل الوساطة المصرية للتفاوض في الوقت الذي تشاء.
المفاجأة اليوم قلب المعادلة، الفصائل بدأت المعركة داخل مناطق العدو، أسرت جنود وأحرقت آليات وعتاد واربكت الإسرائيليين الذين لم يدركوا ما جرى بعد.
وكالعادة يتبنى محور المقاومة ومن دون مقدمات ما جرى محاولاً قطف ثمار آلام الشعب الفلسطيني الذي يتغنى المحور دوماً بمساندته لقضيته واعتبارها قضية مركزية وأحد أهم ثوابت الممانعة غير القابلة للنقاش.
تتفاخر إيران التي تقود محور الممانعة بدعمها الفصائل الفلسطينية في جميع المناسبات، محاولة سحب البساط من تحت أقدام العرب، التي تصورهم وسائل إعلامها لاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل وبناء تحالف معها لضمان استقرار انظمتهم من عاصفة إيرانية وشيكة باتت أقرب من أي وقت إلى حدود بلدانهم بعد سيطرتها على عواصم عربية عدة وتشكيلها ميليشيات تهدد أمنهم بطرق مختلفة.
في خضم الصراع هذا لا يمكن استبعاد الجنوبين السوري واللبناني الخاضعين لإيران جزئياً وكلياً من عملية زج في المعركة في محاولة إيرانية لتحصيل مكاسب أكبر وتثبيت مواقع تواجدها خاصة في الجنوب السوري، فإيران لم تتمكن من إحكام سيطرتها على جنوب سوريا بعد، السويداء أقضّت مضجعها هناك، ووجود فصائل مسلحة في المنطقة تعرقل سير المشروع الإيراني وتثقل خطواته.
حتى هذه اللحظة لا تشير المعطيات والمعلومات عن تحرك من جنوب سوريا، وإن كان الجنوب اللبناني قد بادر بقصف خجول لمواقع إسرائيلية من أراضيه لإثبات الوجود الإيراني في المعركة والتحكم بمجرياتها.
لكن الثابت أن الطائرات المسيرة الإيرانية متواجدة بأعداد ليست قليلة في الجنوب السوري ولاستخدامات مختلفة من بينها ضرب أهداف في الجولان المحتل، إضافة لوجود مجموعات تتبع لميليشيا حزب الله وميليشيات إيرانية في مواقع عسكرية سورية لا تبعد عن حدود الجولان سوى كيلومترات قليلة، هذه القوات من الممكن توظيفها في المعركة بغية تحصيل مكاسب وضبط إيقاع المنطقة وتثبت الوجود فيها.