درعا: ارتفاع أسعار مواد التدفئة ينذر بشتاءٍ قاسٍ
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
ارتفعت أسعار مواد التدفئة في محافظة درعا بشكل كبير مقارنة مع العام الفائت، الأمر الذي ينذر بشتاء صعب ستشهده العائلات الفقيرة في المحافظة.
ويترواح سعر الطن الواحد من مادة الحطب بين مليونين وخمسمئة ألف، وثلاثة ملايين ليرة سورية، وذلك على حسب نوعه وجودته، في حين كان يباع العام الفائت بـ 900 ألف ليرة.
وقال “أبو علي” وهو أحد تجار الحطب في درعا، إن ارتفاع أسعار الحطب يعود إلى انهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية من ناحية، وفقدان مساحات كبيرة من الأحراش التي جرى قطعها خلال الأعوام الفائتة، ما أدى إلى نقص كبير في الكميات.
وأضاف أن الحطب يعتبر المصدر الأول للتدفئة في المحافظة نتيجة غلاء أسعار مادة المازوت في السوق السوداء وصعوبة الحصول عليها خلال فصل الشتاء، في ظل عدم قدرة حكومة النظام على تأمين كميات من المادة للمواطنين.
وأوضح أن أرباب الأسر وخاصة عمال المياومة بدأوا منذ مدة بشراء دفعات صغيرة من الحطب تترواح بين 40 و 80 كيلوغرام، ليتم تجميعها قبل بدء فصل الشتاء، ولتجنب دفع ثمن المادة دفعة واحدة.
وحذر المصدر من احتكار المادة من قبل بعض التجار لرفع أسعارها خلال الفصل، وذلك لعدم توفر كميات كبيرة منها، على الرغم من أن معظم العائلات تقوم باقتراض مبالغ مالية من الأصدقاء والأقارب من أجل تأمين ثمن مواد التدفئة.
“المازوت الحكومي” لا يكفي لشهر واحد، والمتّنفذون يتقاسمونها مع المواطن
بدأت حكومة النظام الشهر الفائت توزيع مازوت التدفئة على العائلات، حيث يبلغ نصيب العائلة الواحدة على البطاقة الذكية 50 لتراً، ويبلغ سعر الليتر الواحد 2500 ليرة سورية.
وفي هذا السياق، قال “محمد جلال” وهو عامل من درعا، إن الـ 50 ليتراً التي سيحصل عليها لن تكفي عائلته لمدة 20 يوماً، وذلك لأنها تتكون من أطفال صغار ورضيع ولا يمكنه إطفاء المدفئة ساعة واحدة خلال أيام البرد القارس.
وأوضح أنه سيقوم بتركيب مدفئتين إحداهما تعمل على المازوت والأخرى على الحطب، مشيراً أنه حتى الآن لم يقم بشراء أي من المادتين كونه في هذا الوقت عاطل عن العمل نتيجة قلة الفرص، والركود الذي يضرب البلاد.
وعلى الرغم من ذلك، يتقاسم أصحاب الكازيات والموزعون والمندوبون الـ 50 ليتراً مع العائلات، إذ يقومون بالتلاعب في عدادات صهاريج التعبئة بحيث تظهر أمام المواطن 50 ليتراً وفي الحقيقة تكون 49 ليتراً، وذلك بحسب المصدر.
وأوضح أن بعض المناديب في أرياف درعا يتقاضون مبالغ مالية تتراوح بين 10 أو 15 ليرة سورية، مقابل تسريع عملية الحصول على المازوت، فضلاً عن المبالغ الزائدة التي تتقاضها محطات التعبئة من كل عائلة وذلك مساهمة في ثمن وقود المضخات.
المواطن لا حول ولا قوة
يسعى الأهالي خلال هذه الفترة إلى البحث عن وسائل للتدفئة تكون قادرة على تأمين تكاليفها، وأجبرها ذلك على على تجميع المواد البلاستيكية وقطع الإطارات من الأرصفة والطرقات.
وفي هذا الصدد، أوضحت سيدة من ريف درعا الغربي، أنها بدأت بجمع الملابس البالية لدى عائلتها، أصدقائها، والمقربين منها، إضافة إلى جمعها المواد البلاستيكية، من أجل استخدامها للتدفئة خلال الشتاء، وذلك نتيجة عدم قدرتها على تأمين وسائل أخرى للتدفئة، كونها بلا معيل، حيث اعتقلت قوات النظام زوجها منذ عام 2012.
وعلى الرغم من تحذيرات الأطباء من استخدام هذه المواد للتدفئة كونها تطلق دخاناً كثيفاً يحتوي على غازات ضارة يسبب صعوبة في التنفس وخاصة عند الأطفال، أشارت السيدة إلى أنها لا تملك خيار آخر.
ولجأت عائلات أخرى إلى صنع “الجلّة” التي كانت تستخدم سابقاً في التدفئة، وهي عبارة عن خلط مادة التبن بمخلّفات الأبقار، وصنعها على شكل قوالب دائرية، وتوضع بالشمس حتى تجف، ومن ثم يتم تخزينها لفصل الشتاء.