التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023
تجمع أحرار حوران – يوسف الحريري
شهد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 استمراراً بعمليات الاغتيال والخطف والاعتقال على يد قوات النظام السوري في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
القتلى:
سجل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران خلال شهر تشرين الأول مقتل 48 شخصاً في محافظة درعا، ثلاثة أطفال وسيدتين.
وفي التفاصيل، وثق المكتب مقتل طفل بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون لتنفيذ عملية اغتيال استهدفت أحد أقاربه بدرعا البلد.
كما سجّل مقتل شخصين (غير مدنيين) أثناء محاولتهما اغتيال قيادي في اللجنة المركزية لريف درعا الغربي، في حين قتل شاب “مدني” برصاص عناصر حاجز يتبع للمخابرات الجوية شرقي درعا (ينحدر من خارج المحافظة).
وقتل قيادي في مجموعة تتبع لفرع الأمن العسكري بعد مداهمة منزله من قبل فصائل محلية في مدينة جاسم.
وسجل المكتب مقتل 7 أشخاص عثر الأهالي على جثثهم بعد تعرضهم للاختطاف في محافظة درعا، من بينهم شخص يعمل لصالح الفرقة الرابعة وآخر يعمل لصالح تنظيم داعش.
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 33 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 8 من محاولات الاغتيال.
وحول توزع قتلى الاغتيالات، فقد قتل 13 شخصاً (تصنيفهم من المدنيين) موزعين على النحو الآتي: سيدة وطفلتها بإطلاق نار من قبل مجهولين، و4 أشخاص لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية، و 7 عناصر سابقين في فصائل المعارضة لم ينضموا عقب التسوية لأي جهة عسكرية بينهم قيادي واحد.
في حين قتل شخصان (تصنيفهم من غير المدنيين) وهما عنصران سابقان في فصائل المعارضة، انضما بعد اتفاقية التسوية لمجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري.
وضمن ملف الاغتيالات سجل مقتل “مساعد أول” من قوات النظام خلال عملية اغتيال في بلدة محجة شمالي درعا، وضابط برتبة “ملازم” من المخابرات الجوية إثر استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة في ريف درعا الأوسط.
وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر أيلول جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء 6 عمليات بـ “عبوة ناسفة”، وعملية واحدة بواسطة بـ”قنبلة يدوية”، وعملية واحدة بـ”قذيفة RPJ”.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
كما قتل 3 ضباط برتبة “ملازم” و5 عناصر من قوات النظام بغارات جوية إسرائيلية استهدفت اللواء 12 في مدينة إزرع شرقي درعا.
وسجل المكتب مقتل عنصران من قوات النظام خلال تأديتهم الخدمة الإلزامية في محافظة السويداء (ينحدران من محافظة درعا).
وفي قسم الجنايات، وثق المكتب مقتل 10 أشخاص (تصنيفهم من المدنيين) موزعين على النحو الآتي: شخصان قتلا خلال مشاجرة تطورت لاستخدام السلاح، وشخصان قتلا أثناء محاولة لصوص اقتحام مزارع كانوا يحرسونها، وطفلة بطلق ناري عن طريق الخطأ أثناء العبث بالسلاح، وشاب بقنبلة يدوية أثناء العبث بها، وشاب بطلق ناري من قبل أحد أقاربه، وشخص واحد قتل أثناء محاولته سرقة أحد البيوت، وسيدة قتلت بداعي الشرف، بالإضافة إلى شاب قتل بواسطة أداة حادة خلال خلاف عشائري.
الإخفاء القسري:
وثق المكتب خلال شهر تشرين الأول اعتقال 11 شخصًا من قبل قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 2 منهم خلال الشهر ذاته.
يشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أنّ أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أنّ عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب.
وحسب توزع الجهات المنفذة لعمليات الاعتقال فقد تم توثيق 6 حالات من قبل المخابرات العسكرية، 2 حالات من قبل المخابرات الجوية، 3 حالتين من قبل المخابرات العامة.
ووثق المكتب خلال شهر تشرين الأول 11 حالة اختطاف بينها طفلين في محافظة درعا، أفرج عن رجل وطفلة، وقتل 7 أشخاص بعد اختطافهم بعمليات متفرقة، فيما لا يزال طفل وشخص “عسكري في صفوف قوات النظام” قيد الاختطاف حتى ساعة إعداد التقرير.
في حين أفرج مسلّحون عن شخصين “مدنيين” بعد نحو شهر من اختطافهم، وذلك بعد دفعهم مبالغ مالية باهظة للعصابة الخاطفة التي تعمل في ريف درعا الشرقي، حيث تمكن “اللواء الثامن” من احتجاز أفراد من تلك العصابة وأعيد مبلغ مالي لأحد المخطوفين المفرج عنهم.