إيران تجرّ الجنوب السوري للدمار.. إسرائيل تحذر والنظام غائب عن المشهد
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي انطلقت ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي شنها مقاتلو كتائب القسام التابعون لحركة حماس، على ثكنات عسكرية إسرائيلية ومناطق أخرى في محيط قطاغ غزة المعروف بـ”غلاف غزة”، جعلت المنطقة تعيش وسط حالة من التوتر والتأهب.
إيران وربيبها حزب الله اللبناني، الذين أنكروا أي صلة لهم بالعملية، أرداوا كعادتهم استغلالها لتدمير ما تبقى من دول المنطقة، فحركت إيران الحزب في جنوب لبنان، وأذرعها في العراق، واليمن، وفي الجنوب السوري.
المجموعات التابعة لحزب الله، والفصائل الفسطينية بدأت ومنذ الثامن من تشرين الأول الماضي، باستخدام أراضي محافظتي القنيطرة ودرعا وتحديدًا ريفها الغربي، لإطلاق الصواريخ والقذائف إلى داخل الجولان السوري المحتل، وكان الجيش الإسرائيلي يرد في كل مرة، إلا أن الأخير يبدو أنه ضاق ذرعا بما يجري على جبهة الجولان فتحول الرد إلى تهديد أكثر جدية.
منشورات إسرائيلية تهدد الجنوب السوري
يوم أمس الأربعاء 13 من كانون الأول، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية في القنيطرة بالقرب من المناطق المحاذية للشريط الحدودي للجولان المحتل تحمل تهديدات واضحة وصريحة لأهالي الجنوب السوري عامة والقنيطرة خاصة، بأنهم أمام خيارين، إما إيقاف المجموعات التي تطلق الصواريخ، أو تحمل مسؤولية ما يجري وما قد يلحق بهم من ضرر.
وقالت المنشورات التي حصل “تجمع أحرار حوران ” على نسخة منها إن “إطلاق الصواريخ يلحق الضرر بالسكان المحليين أولاً، أحداث كهذه تضر في استعادة حياتكم الطبيعية بعد فترة الحرب الأهلية، وعليكم وقف الإرهاب من أراضيكم، وذلك من أجل الحفاظ على سلامتكم ولكي لا يلحق بكم الضرر”.
حزب الله يجر الجنوب للدمار والنظام غائب
المنشورات الإسرائيلية قالت مخاطبة أبناء الجنوب السوري”النظام السوري مستمر في التخلي عنكم ويفشل مجددًا في منع العمليات الإرهابية من أراضيكم”.
إطلاق الصواريخ من الجنوب، بات معروفًا أن مجموعات تابعة لحزب الله اللبناني، من بينها وحدة الرضوان التابعة للحزب، ولواء القدس الفلسطيني، هي من تقوم بذلك.
العمليات تتم في معظمها من التلول العسكرية، وبعض الثكنات العسكرية التابعة لنظام الأسد في القنيطرة، ومن بعض السهول في ريف درعا الغربي، ولكن النظام لا يملك من أمره شيئًا لمنع ذلك، فحزب الله وإيران يتحكمون بكل القرارات.
وبحسب المعطيات فإن إسرائيل بات لديها مخططات جاهزة للرد على المناطق التي يتم استهدافها منها، وهذا ما يعطي مؤشرًا أن استمرار إطلاق صواريخ في الأصل تسقط في مساحات خالية، لن تؤدي إلا لجر المنطقة إلى الدمار من قبل الطائرات الإسرائيلية.
أيضًا لا يمكن استبعاد قيام إسرائيل بتوغلات برية في القنيطرة تحت ذريعة التخلص من نقاط تمركز الميليشيات الإيرانية، لكن الخوف الأكبر قيام إسرائيل باجتياح في الجنوب على نطاق واسع يتجاوز كل خطوط الاشتباك القديمة، وفي هذا الحال سيكون السوريون من أبناء الجنوب هم الضحية لكل ذلك.
النظام السوري من جهته، يبدو أنه بعيد عما يجري، على جبهة الجولان، وغير آبه بذلك خاصة أن الحرب في غزة أبعدت الأنظار عنه دوليًا ليستمر في ارتكاب جرائمه في إدلب من جهة، وتكثيف عمليات تهريب المخدرات في الجنوب من جهة أخرى.
وكانت مجموعات تابعة للميليشيات الإيرانية قامت أول أمس الثلاثاء بإطلاق صواريخ من طراز “كاتيوشا” باتجاه الجولان السوري، من ريف القنيطرة فيما ردت المدفعية الإسرائيلية على مصدر إطلاق الصواريخ.
لا يمكن التنبؤ حقيقة بما يمكن أن يجري خلال الأيام القادمة، فهناك مفاوضات تجري لإبعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وما يعلنه إعلام الحزب أنه لن ينسحب ولن يسلم سلاحه، وفي هذه الحال من الممكن أن تنفجر الأوضاع جنوب لبنان، ما يعني امتدادها إلى جبهة الجولان وعموم الجنوب السوري، ومن غير المستبعد دخول حلفاء إسرائيل على خط انفجار عسكري كهذا، خاصة مع القوات الغربية الكبيرة التي لا تزال تنتظر تحركًا ما أو حدثا ما.