ذكرى مجزرة جاسم: 30 شهيدًا و50 جريحًا في هجوم جوي
تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله
نسلط الضوء في هذا التقرير على المجازر التي وقعت في محافظة درعا على يد النظام السوري والمليشيات المساندة له، تحت وسم #شاهد_عيان، بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهمية محاسبة رئيس النظام السوري بشار الأسد وضباط النظام المتورطين في هذه المجازر.
في مثل هذا اليوم، 19 كانون الأول من عام 2013 وقعت مجزرة كبيرة استهدفت المدنيين في مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، حيث قضى نحو 30 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء استهداف وسط المدينة ببراميل متفجرة من قبل الطيران المروحي التابع للنظام السوري.
أحد الناجين من المجزرة روى لنا اللحظات الرهيبة التي عاشتها، ورفض الناجي الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، تحدث بأنه كان جالسًا مع عائلته في منزله حوالي الساعة 3 عصرًا، حيث سمعوا صوت انفجار هائل نتيجة سقوط برميل على منازل جيرانهم، وبعد ثواني، سقط برميل آخر بجوار منزلهم، محدثًا دماراً هائلاً وتساقط لجدران المنزل فوق رؤسنا وتناثرًا لأثاث المنزل.
وأشار الناجي أن الغبار سيطر على المكان، ولم يعد يرى أي شيء سوى الدمار المحيط به، وبعد عدة دقائق، اكتشف أن أفراد عائلته كانوا جميعهم مصابون بجروح خطيرة.
وأضاف الناجي أنه نجح في إخراج ابنته ذات العامين التي فقدت قدمها جراء المجزرة المروعة واستطاع الخروج من المنزل، وعندما شاهد حجم الدمار والدماء المتساقطة من جميع الجهات، انهار وبدأ يستنجد بفرق الإسعاف عسى أن يتمكن أحد من انقاذ ابنته، وباقي أفراد عائلته المحتجزة داخل المنزل، وبعد نقل أفراد عائلته إلى أحد المشافي الميدانية في المنطقو فقدت عائلته طفلا.
وفي حديث خاص مع محمد المحمود، ناشط من مدينة جاسم، ذكر لنا أن في الساعة 2:50 عصراً استهدف طيران النظام السوري وسط مدينة جاسم ببرملين متفجرين ما أدى ارتقاء نحو 30 شهيدًا وأكثر من 50 جريحًا من المدنيين، وتدمير أكثر من خمسة منازل فوق رؤوس المدنيين، وبسبب قلة المعدات اللازمة لاستخراج الضحايا والمصابين واستمرار القصف على المدينة، استمرت عمليات الإخلاء واستخراج الشهداء والمصابين ثلاثة أيام متتالية.
وتابع الناشط أن أقسى موقف شاهده عندما رأى أباً ينادي على أطفاله الأربعة تحت ركام المنزل وهو يجهر في البكاء على عائلته داخل المنزل المهدم فوقهم.
وأكد المحمود أن اليومين الثاني والثالث شهدا قيام أهالي المدينة رفع أنقاض المنازل لانتشال جثث الشهداء، وكانت الجثث أشلاء متقطعة نتيجة تدمير المنازل.
وشهدت مدينة جاسم في مثل هذا الفترة عدة مجازر أبرزها مجزرة راح ضحيتها 6 شهداء في تاريخ 16 كانون الأول 2013 بعد استهداف الطيران الحربي منزل بداخله عائلتين مما خلف شهداء وجرحى.
وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران مئات المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها بحق المدنيين في محافظة درعا، منذ آذار 2011، خلفت آلاف الضحايا بينهم نساء وأطفال.