باحث أردني لأحرار حوران: لا استقرار للمنطقة إلا برحيل نظام الأسد
تجمع أحرار حوران – أيمن أبو نقطة
ادّعت صفحات موالية لنظام الأسد أن السلطات الأردنية ألقت 6 جثامين متفسخة في المنطقة الحدودية القريبة من معبر نصيب، يوم الإثنين الماضي 22 من كانون الثاني، إلّا أن مصادر أردنية قالت أنه جرى تسليم الجثامين الستة للنظام السوري ضمن بروتوكول رسمي عبر معبر جابر / نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.
وأفادت مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران حينها بوصول الجثث إلى مشفى درعا الوطني، مرجحةً أنها تعود لمهرّبين قتلوا برصاص الاشتباكات مع حرس الحدود الأردني.
النظام يعمل على تأليب الرأي العام ضد الأردن
الباحث الأردني المختص بالشأن السوري، صلاح ملكاوي، قال عبر صفحته على فيسبوك إنّ “الأردن سلّم 6 جثامين بشكل رسمي للسلطات السورية وذلك تسهيلاً على الأهالي، وتخفيفاً عليهم من تكبد عناء السفر للأردن لإستلام الجثامين كما كان يحصل سابقاً، وهذا حصل بناءً على طلب الأهالي ومناشداتهم”، مشيراً إلى أن هناك محاولات من قبل النظام السوري لتأليب أبناء الجنوب السوري على الأردن من خلال بث معلومات غير صحيحة.
وكشف ملكاوي في حديث خاص مع تجمع أحرار حوران أن الجثامين الستة تعود لأشخاص يتبعون لعصابات التهريب، قتلوا بعد محاولتهم التسلل إلى داخل الأراضي الأردنية، وذلك بعمليتين مختلفتين، كانت العملية الأولى في الـ 8 من أيلول 2023 عندما قتل مهرّب وأُلقي القبض على آخر بعد اشتباكات مع الجيش الأردني، في حين كانت الثانية في الـ 6 من كانون الثاني الجاري عندما قُتل 5 مهرّبين وأُلقي القبض على 15 آخرين بعد عدة ساعات من الاشتباكات المتواصلة مع المهرّبين.
وأوضح ملكاوي أن المهرّبين الستة قُتلوا بالقرب من بادية الحماد في أقصى الحدود الشمالية الشرقية للمملكة الأردنية.
وتعلن القوات المسلّحة الأردنية بين الحين والآخر عن حدوث مواجهات بين الجيش الأردني وعصابات التهريب على الحدود الشمالية للمملكة، وإحباط محاولات التسلل من قبل شبكات التهريب التي تسعى إلى إدخال المخدرات والأسلحة إلى داخل الأراضي الأردنية، وذلك منذ سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في يوليو/تموز 2018.
وفي تصريح سابق، قال مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية، العميد أحمد هاشم خليفات، إن “قوات غير منضبطة من جيش النظام السوري تتعاون مع مهربي المخدرات وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية، بالإضافة لميليشيات حزب الله وإيران المنتشرة في الجنوب السوري، وتقوم بأعمال التهريب على حدودنا”.
هل ما زال الأردن يثق بالنظام السوري؟
يقول الباحث الأردني، صلاح ملكاوي، لتجمع أحرار حوران إن الأردن يتعامل مع النظام السوري منذ عامين كنظام أمر واقع، وسط عدم وجود رغبة دولية ولا إقليمية بإسقاط هذا النظام، فكان لابد من محاولة فتح حوار سياسي معه، في ظل تجاهل دمشق للمساعي الأردنية الرامية إلى ضبط الحدود.
وفي بيان لوزارة الخارجية الأردنية، قبل يومين، قالت فيه إن الحكومة السورية لم تتخذ أي إجراء حقيقي لتحييد خطر تهريب المخدرات، على الرغم من أن الأردن زودها بأسماء المهربين والجهات التي تقف وراءهم خلال اجتماعات اللجنة المشتركة.
وأكد ملكاوي أن اجتماعات عُقدت مع مسؤولين سوريين في عمّان، من بينهم وزير الدفاع السوري، علي عباس، ومدير المخابرات العامة، اللواء حسام لوقا، قدّم الأردن خلالها أسماء قادة مجموعات مسؤولة عن عمليات التهريب والتسلل، وأهداف أخرى كمصانع ومخابئ لتخزين المخدرات والسلاح، مشيراً إلى أن الأردن حصل حينها على تعهدات أن يتم التنسيق والتعامل مع تلك الأهداف.
وبيّن أنّ النظام السوري لم يلتزم بتلك التعهدات، ولم يُقدّم أي تعاون من طرفه في ضبط الحدود مع المملكة الأردنية.
فيصل المقداد: نحن لا نسيطر على الجنوب السوري
وكشف ملكاوي أن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، تحدّث في إحدى زياراته إلى عمّان قبل عدة أشهر، بأن النظام لا يسيطر على الجنوب السوري ولا نملك القوة التي تسمح لنا بالسيطرة على الجنوب. يقول ملكاوي إن كلام المقداد نوع من التخلّي عن واجبات النظام اتجاه حماية الحدود من الجانب السوري.
“موضوع الثقة من عدمها اتجاه النظام السوري يحددها صانع القرار الأردني بناء على تقدير موقف”، وفقاً للباحث الأردني، ويضيف “شاهدنا قبل يومين بيان صدر عن الخارجية الأردنية مازال يحمل لهجة فيها نوع من محاولة وضع النظام السوري أمام مسؤولياته بحمايته حدوده وعدم ترويج روايات لا فائدة منها”.
وفي ظل ما سبق، يظن ملكاوي أن هذه هي المحاولات الأخيرة من طرف الأردن قبل الوصول إلى قناعة تامة بأن النظام السوري غير جاد بالتعاون مع الأردن، وأنه متورط فعلاً في عمليات التصنيع والتهريب.
النظام السوري متورّط .. يبتز الأردن بطلب من الإيرانيين!
ويؤكد ملكاوي أن أعداد كبيرة من عصابات التسلل وتهريب المخدرات تختبئ في كثير من الأحيان داخل مخافر حرس الحدود السوري خوفاً من انكشافهم من قبل السلطات الأردنية، بانتظار الضباب أن يسمح لهم بالتسلل إلى الأراضي الأردنية.
تعليقاً على بيان وزارة خارجية نظام الأسد الأخير، والذي صدر قبل يومين، أعربت وزارة النظام فيه عن أسفها الشديد جراء الغارات الجوية الأردنية على الأراضي السورية والتي راح ضحيتها مدنيين، قال الباحث الأردني إنّ بيان الخارجية الأخير والذي جاء متأخر بعد أشهر من عمليات القصف التي طالت في إحداها أهم تاجر مخدرات في الجنوب السوري، وهو مرعي الرمثان، في أيّار 2023، هذا بطلب من الإيرانيين للنظام.
“يأتي بيان خارجية النظام في محاولة الضغط على الأردن بناءً على الرغبة الإيرانية، النظام السوري متورط في جزء منها” بحسب ملكاوي.
وأشار ملكاوي أن الأردن حريصة على ألا تستهدف مدنيين وهي أكثر حرصاً على عمق العلاقات كون هناك امتداد وجذور وعائلات مشتركة وعلاقات تاريخية خاصة مع أهل السويداء، ونحن دائماً نتضامن مع الأبرياء من الضحايا، مضيفاً أن الأردن يتعامل مع تحديات تستهدف الأمن الوطني الأردني من خلال تهريب المخدرات والأسلحة التي تهدف إلى زعزعة الأوضاع داخل الأردن.
هل الأردن سهّل دخول الإرهابيين إلى سوريا؟
يقول الباحث الأردني لتجمع أحرار حوران إن النظام السوري لا يترك مناسبة إلا ويحمّل فيها المسؤولية للأردن ودول الخليج العربي بأنهم دعموا ثورة الشعب السوري المظلوم ضده، ويرسل تلك الرسائل بشكل متكرر أنه يجب عليكم دفع ثمن ذلك الدعم لمجموعات كانت تطالب بالحرية والكرامة.
ويضيف أن هناك سعي دائم من النظام السوري للتخلي عن مسؤولياته وتبرير كل أفعاله، هناك حالة ابتزاز واضحة للأردن والدول العربية التي وقفت في يوم من الأيام إلى جانب الشعب السوري، وتحميل هذه الدول كل المسؤولية عن الظلم والدمار الذي وقع وحلّ على الشعب السوري.
لن تستقر الأوضاع إلا برحيل نظام الأسد
ويوضح أن النظام لن يتوقف في التخلي عن مسؤولياته بحماية حدوده في حالة التبرير لتهريب المخدرات بهذه الطريقة من خلال انزياحه الشديد باتجاه إيران التي وقفت إلى جانبه في حربه ضد السوريين.
وختم ملكاوي حديثه أن الأمور لن تستقر في المنطقة إلا بعد سقوط النظام السوري مهما كان شكل الفوضى الذي ينتظر المنطقة. لن تستقر الأمور مالم يسقط نظام دمشق، على حد وصفه.