“مجزرة الأشـ.ـلاء” عشر سنوات بدون محاسبة المجرمين
تجمع أحرار حوران – عدنان عبد الله
نسلط من خلال هذا التقرير على المجازر التي وقعت في محافظة درعا على يد النظام السوري والمليشيات المساندة له بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهمية محاسبة رئيس النظام السوري بشار الأسد وضباط النظام المتورطين في هذه المجازر.
وقعت مجزرة كبيرة في 18 شباط من عام 2014 استهدفت المدنيين في بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، حيث قضى نحو 19 شهيداً و60 جريحاً، بينهم أربعة أطفال وخمس سيدات، جراء استهداف منزل ملاصق لمدرسة عين الزيتون ومستوصف صحي التابع “للأونروا” وسط البلدة ببراميل متفجرة من قبل الطيران المروحي التابع للنظام السوري.
يروي أحد الناجين من المجزرة الناشط الإعلامي “أبو عبيدة” اللحظات الأولى لوقوع المجزرة، “في الساعة الحادية عشرة صباحاً استهدفت براميل الأسد، منزلاً بالقرب من مدرسة ومستوصف صحي مما سبباً مجزرة كبيرة بحق الأطفال والنساء”.
وأشار في حديثه أنه لم يستطع تصوير اللحظات الأولى للمجزرة بسبب وجود أشلاء الضحايا متناثرة بكل مكان ومحاولته إسعاف الجرحى.
وتابع الناشط أن أقسى ما شاهده خلال تواجده في نقل وإسعاف الجرحى، كان وجود أشلاء لطفلة صغيرة، وقال الناشط أن أحد رفاقه فقد والدته في المجزرة ولم يستطع التعرف عليها إلا عن طريق قطع ذهبية كانت ترتديها، وذلك بسبب تحول معظم الجثث إلى إشلاء نتيجة القصف المباشر الذي استهدف المكان.
وأوضح أن من بين شهداء المجزرة تسعة يحملون الجنسية الفلسطينية وعشرات الجرحى سقطوا في مكان المجزرة، حيث كانوا يترددون إلى المستوصف الصحي التابع لوكالة الأونروا لتلقي العلاج، مشيراً أنّ جميع الشهداء الذين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الطيران تم دفنهم بمقابر جماعية في مقبرة الشهداء في بلدة المزيربب.
ناجٍ آخر قال أنه كان بالقرب من مكان سقوط البرميل وعلى إثر انفجاره تعرض لإصابة بالغة في قدمة أدت إلى البتر فيما بعد، حيث فقد الوعي أثناء ذلك، وعاد وعيه بعد بتر قدمه، موضحاً أنه ما زال يعاني من الإصابة حتى اليوم، ولم يستطع حتى الآن من تركيب طرف ذكي لقدمه.
وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران مئات المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها بحق المدنيين في محافظة درعا، منذ آذار 2011، خلفت آلاف الضحايا بينهم نساء وأطفال.