درعا : الإفراج عن مخطوف.. واتهامات تطال قيادي محلي بضلوعه خلف العملية!
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
أطلق مسلّحون سراح الشاب عبدالله أحمد حمود، مساء الثلاثاء 28 من أيّار، بعد يوم على اختطافه على الطريق الواصل بين مدينة طفس وبلدة المزيريب غربي درعا، وسط اتهامات طالت قيادي يعمل في ضمن اللجان المركزية بوقوفه خلف عملية الخطف.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إن الشاب عبدالله حمود اختُطف أثناء خروجه من مدينة طفس باتجاه مسقط رأسه بلدة المزيريب، مساء الإثنين 27 من أيّار، وحاول مقاومة الخاطفين ليطلقوا النار على قدميه ويقتادونه إلى جهة مجهولة في الريف الغربي لدرعا.
ينحدر حمود من بلدة المزيريب، وهو من اللاجئين الفلسطينيين، ويعمل في الحولات المالية وتصريف العملات.
مصدر قيادي سابق في فصائل المعارضة تواصل مع تجمع أحرار حوران وقال إن مجموعة تتبع للجان المركزية في قرية العجمي يقودها “أدهم البرازي” المعروف محلياً بـ “أدهم الزينب” هي من قامت باختطاف حمود وإطلاق النار عليه.
“إصابة حمود بجراح في قدميه وضرورة نقله إلى مشفى لتلاقي العلاج المستعجل كشف عن هوية الخاطفين” وفقاً للمصدر القيادي الوسيط بين ذوي حمود وأدهم، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية.
وأضاف المصدر أنّ البرازي استلم من ذوي حمود – عن طريق وسطاء – مبلغ مالي قدره 5000 دولار أمريكي، متحدثاً لذويه أنه توصّل لمعرفة الجهة الخاطفة وأنه يتفاوض معها وقام بتسليمهم المبلغ المذكور مقابل الإفراج عنه، ثم أعاد المبلغ المالي لذوي حمود اليوم الأربعاء 29 من أيّار.
وأشار المصدر إلى أن شخصيات قيادية من ضمن اللجان المركزية سعت للبحث عن “حمود” وساهمت في الإفراج عنه، كون “حمود” يحظى بعلاقة جيدة مع جميع أبناء المنطقة، وهذه الشخصيات ترفض نهج الخطف والسلب الذي يحصل في المنطقة، بحسب المصدر.
من جهته، نفى مصدر قيادي سابق في المعارضة من الريف الغربي مسؤولية البرازي في عملية خطف حمود، مشيراً أن ذوي حمود هم من تواصلوا مع البرازي وطالبوه بالسعي في كشف هوية الخاطفين والعمل على إطلاق سراحه.
واتهم المصدر ذاته قيادات محلية في مدينة طفس بضلوعها في عملية خطف “حمود”، وذكر من بينها خالد الطيباوي، وأبو قسيم الزعبي، ووسيم العويد.
حاول تجمع أحرار حوران التواصل مع ذوي حمود للوقوف على حيثيات عملية الاختطاف، لكنهم رفضوا التصريح بأي معلومات عن الجهة الخاطفة.
وبين مصادر مختلفة، ونفي وتأكيد، يتخوّف المخطوفون وذويهم من الإدلاء بأي معلومات عن الجهات الخاطفة خوفاً من تعرضهم للقتل والاغتيال، لكن هناك معلومات تتسرب من أقاربهم لوسائل الإعلام تكشف عن جهات ضلعت بعمليات خطف في المنطقة.
وسبق أن تعرض حمّود لتهديد عام 2022 وطالبته جهة مجهولة بدفع مبلغ مالي قدره 100 ألف دولار أمريكي، حيث غادر المنطقة باتجاه دولة تركيا آنذلك ثم عاد بعد ذلك إلى المزيريب.
وفي عام 2017 تعرض حمّود لعملية اختطاف من قبل مسلّحين في بلدة المزيريب، وبعد التعرّف على أفراد من العصابة الخاطفة قاموا بإطلاق سراحه دون دفع فدية مالية.
وفي وقت سابق وُجّه اتهاماً لمجموعة البرازي بوقوفها خلف عملية اغتيال طالت ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفل، وهم: مرعي محمد البردان (80 عامًا) وابنه “إياد مرعي البردان” وحفيده الطفل “قيس زياد مرعي البردان”، في 5 آب 2023، على الطريق الواصل بين بلدتي مساكن جلّين والمزيريب غربي المحافظة.
قال مصدر من اللجان المركزية حينها إنه تم التحقيق مع البرازي ولم يثبت لها ضلوعه في عملية الاغتيال.
خلاف سابق واتهامات متبادلة
في 26 تموز 2020 قُتل الشاب زياد مرعي البردان، شقيق القيادي يونس البردان، بعملية اغتيال طالته قرب معمل الكونسروة شمالي بلدة المزيريب.
ووجّه يونس البردان الاتهام حينئذٍ للشاب أدهم البرازي بالوقوف خلف عملية اغتيال شقيقه.
في 8 كانون الأول 2021 تعرض البرازي لمحاولة اغتيال على طريق قرية الأشعري، ما أسفر عن إصابته بجروح ومقتل محمود علي البردان “أبو داغر”، واتهم البرازي حينذاك يونس البردان بالوقوف خلف محاولة اغتياله.
وتعد مناطق الريف الغربي لدرعا تحت سلطة مجموعات تتبع للجان المركزية، ما يجعل العبء أكبر على تلك المجموعات بالبحث عن مجموعات الخطف، وتحميلها المسؤولية في ضبط المنطقة أمنيّاً عن طريق التغاضي عن مجموعات ثبت تورّطها بأعمال خطف وتجارة مخدرات كمجموعة عبدالناصر كيوان المعروف محلياً بـ “عبود الشلبك” في مدينة طفس.
وباتت عمليات الخطف تشكل هاجساً لدى كثير من أهالي محافظة درعا، خلال تنقلهم بين المدن والبلدات، وعشوائية الأشخاص الذين يجري اختطافهم مقابل مبالغ مالية باهظة تطلبها عصابات الخطف المنظّمة.