السوريون في لبنان بين جحيم الحرب واستغلال ضعاف النفوس
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
في ظل تصاعد الأزمات التي يواجهها اللاجئون السوريون في لبنان، ومع توسع رقعة الغارات الإسرائيلية على مناطق واسعة فيها، بدأ عدد من سائقي التكاسي برفع أسعار نقلهم من لبنان إلى المحافظات السورية إلى ثلاثة أضعاف.
وتلقى تجمع أحرار حوران شكاوى من لاجئين سوريين في لبنان يريدون العودة إلى سوريا هرباً من الهجمات الإسرائيلية، بأن سائقي سيارات الأجرة، رفعوا تسعيرة النقل من لبنان إلى محافظة درعا إلى 300 دولار أمريكي على الشخص الواحد.
وفي السياق، قال عماد الرحيل، وهو اسم مستعار للاجئ سوري من محافظة درعا في لبنان، إنه من العار تصرف بعض سائقي سيارات الأجرة في ظل هذه الأزمة، اللاجئون السوريون لا يملكون هذه المبالغ من أجل الهروب بعائلاتهم إلى بر الأمان.
وأوضح أن معظم اللاجئين يفترشون الطرقات والأماكن العامة بعد نزوحهم من البيوت التي كانوا يستأجرونها في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي.
مالكو العقارات بدمشق، يطالبون المستأجرين بالإخلاء أو رفع الإيجار
بدأ ضعاف النفوس من مالكي العقارات في العاصمة السورية دمشق بمطالبة المستأجرين السوريين الذين هُجروا من محافظاتهم خلال السنوات الماضية نتيجة هجمات النظام السوري وحلفائه بدفع مبالغ أكبر أو مغادرة المنازل، وذلك بعد وصول عدد كبير من العائلات اللبنانية والسورية من لبنان.
ونقل مراسل التجمع عن أحد مهجري درعا في دمشق، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مالك المنزل الذي يسكنه منذ سنوات طلب منه رفع الإيجار إلى 6 ملايين ليرة سورية بدلاً من 4 ملايين.
وأشار المصدر إلى أن المالك أخبره أنه عليه إخلاء المنزل إذا كان لا يريد دفع قيمة الإيجار الجديدة، لان هناك الكثير من العائلات التي لديها الأموال تبحث عن منازل للإيجار.
نظام الأسد يساهم في الاستغلال
على الرغم من أن عودة أعداد كبيرة من العائلات السورية من لبنان إلى سورية يوم أمس جاءت نتيجة هروبهم من الغارات الإسرائيلية إلا أن نظام الأسد لا يفوت فرصة واحدة لاستغلال السوريين.
حيث لا يزال النظام يفرض على كل مواطن سوري تصريف مئة دولار أمريكي إلى الليرة السورية لقاء دخولهم إلى بلادهم.
وأوضحت المصادر أن النظام السوري لا يراعي مواطنيه عند نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان، ويجبرهم على تصريف الأموال، ويعرقل دخول العائلات التي لا تمتلك الدولارات، وذلك عوضاً عن مساعدتهم بالعودة إلى وطنهم أسوة بكل دول العالم التي تدخل إلى مناطق الحروب لإجلاء مواطنيها.
وتستمر الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع مختلفة في لبنان لليوم الثالث على التوالي، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شنه مئات الغارات داخل الأراضي اللبنانية.
كما تشهد الحدود السورية اللبنانية عند معبر جديدة يابوس ازدحاماً كبيراً، حيث توافدت أعداد كبيرة من النازحين السوريين واللبنانيين من أجل الدخول إلى الأراضي السورية.