قصة لجوء ومعاناة مستمرة في الجنوب اللبناني
تجمع أحرار حوران – عدنان عبد الله
في خضم الصراعات والحروب التي تعصف بالمنطقة، تبرز قصص المعاناة الإنسانية كوجه آخر للمأساة، فبين آلاف اللاجئين السوريين الذين فروا من ويلات الحرب، تأتي قصة أم قاسم، المرأة التي وجدت نفسها وعائلتها في رحلة لجوء طويلة من ريف درعا إلى الجنوب اللبناني، هرباً من الموت، لكنها اليوم تواجه تحديات جديدة تحت نيران القصف الإسرائيلي، معاناة مستمرة تنسج فصولاً من الألم والخوف والحرمان.
أم قاسم، البالغة من العمر 45 عاماً، لاجئة من ريف درعا الغربي إلى لبنان منذ عام 2012 بعد أن تعرض منزلهم للقصف في سوريا، مما اضطرها وعائلتها إلى الهروب بحثاً عن الأمان، ومع اندلاع الحملة العسكرية العنيفة من قبل الجيش الإسرائيلي عبر غاراته الجوية، تعيش أم قاسم تفاصيل الحرب بكل ما تحمله من رعب.
تروي أم قاسم معاناتها، حيث نزح جميع الجيران، بمن فيهم بعض السوريين الذين كانوا بجوارهم، فيما بقي قسم آخر يصارع مرارة الأوضاع العسكرية الصعبة في ظل القصف العنيف المستمر. حيث أن الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل متسارع مع إغلاق المحال التجارية وانقطاع المواد الغذائية، الأمر الذي دفع الأهالي إلى النزوح من الجنوب اللبناني هرباً من الموت.
أم قاسم، وهي أم لأربعة أطفال، تعيش اليوم خوفاً من أن يُقصف منزلهم، فيصبحوا في عداد المفقودين كما حدث مع العديد من السوريين الآخرين الذين سقطوا بين قتيل وجريح جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ عدة أيام.
وتضيف أنها لا تستطيع العودة إلى سوريا، حيث أن زوجها مطلوب لقوات النظام وللخدمة العسكرية، ما يعرضه للخطر إذا ما حاول العودة.
اليوم، تضطر أم قاسم وعائلتها للبقاء في الجنوب اللبناني لعدم توفر وسائل نقل تنقلهم إلى مناطق أكثر أماناً في شمال لبنان.
قصتها هي واحدة من مئات القصص التي يعاني منها اللاجئون السوريون في لبنان بسبب القصف، النزوح، وفقدان المواد الغذائية والاحتياجات اليومية الضرورية.
وتمكن مكتب الإحصاء في تجمع أحرار حوران من توثيق 15 شخصاً من محافظة درعا، إضافة إلى عدد من الجرحى قضوا حتى اللحظة، جراء القصف الإسرائيلي المستمر.