تجمع أحرار حوران – وسام محمد
انقطع الاتصال مع الطفلة سلسبيل فايز الجهماني بعد خروجها إلى مدرستها صباح أمس الثلاثاء 29 تشرين الأول، دون أن يتمكن ذووها من الحصول على أية معلومات ترشدهم إلى مكانها.
مصدر مقرّب من الجهماني قال لتجمع أحرار حوران إن الطفلة التي تدرس في الصف الثامن والمنحدرة من بلدة صيدا، خرجت إلى مدرستها صباح الأمس ولم تعد حتى الآن.
وفي أول أمس الإثنين اختطف مسلّحون الحاج نواف حسين النعمات على الطريق الواصل بين قريتي أم القصور وقارة في ريف دمشق، وطالبوا ذويه بدفع فدية مالية قدرها 50 ألف يورو مقابل إطلاق سراحه.
ينحدر النعمات من قرية منكت الحطب شمالي درعا، تعرّض للاختطاف مع سيارته الخاصة أثناء عودته إلى قريته عندما كان يستقل سيارته مع أفراد من عائلته، دون أن يتم اختطافهم.
وفي ذات السياق، أفرج مسلّحون في منطقة اللجاة عن الشاب نورس طه الحريري بعد يوم على اختطافه صباح الثلاثاء، وذلك بعد تدخل وجهاء من منطقة اللجاة.
ينحدر الحريري من بلدة نامر، وهو مدني، لا يرتبط بأي جهة عسكرية، عاد مؤخراً من لبنان، حيث جاء اختطافه بغرض المطالبة بإطلاق سراح شابين من أبناء منطقة اللجاة تم اعتقالهما قبل يومين على يد اللواء الثامن بعد مداهمة خيام عشائر البدو بين بلدتي نامر ومليحة العطش شرقي درعا.
وأصبح الخطف هاجسًا يؤرق سكان درعا، حيث تزايدت وتيرة هذه الجرائم بشكل ملحوظ، ما جعل الأهالي في حالة من الترقب والخوف المستمر، وسط تزايد حالات الاختفاء المفاجئ لأطفال وشباب أثناء خروجهم من منازلهم، سواء للعمل أو الدراسة.
وتحوّلت الطرق الرئيسية والفرعية في درعا إلى أماكن يترصد فيها المسلحون ضحاياهم، ما جعل عبور هذه الطرق مصدر تهديد لحياة المارة، إذ أنّ كثير من الأهالي يتجنبون السفر في أوقات معينة ويحرصون على اتخاذ تدابير احتياطية خوفًا من الوقوع ضحية للخطف، خاصةً وأن بعض عمليات الخطف تتم في وضح النهار، وعلى مرأى من المارة دون أن يتمكن أحد من التدخل.
وتعاني عائلات المختطفين من أعباء نفسية ومالية باهظة في كثير من الأحيان، حيث بات دفع الفدية المالية سبيلًا شبه وحيد للإفراج عن أقاربهم.
ويعتمد الخاطفون على ابتزاز العائلات بطلب مبالغ مالية كبيرة تصل إلى مئات الملايين، الأمر الذي يثقل كاهل العائلات التي تعجز عن توفير هذه المبالغ.
وسجل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 456 حالة اختطاف في محافظة درعا، منذ سيطرة النظام السوري على المحافظة منتصف عام 2018 حتى نهاية شهر أيلول الفائت، وتشمل الإحصائية أبناء محافظة درعا الذين اختُطفوا خارج المحافظة.
وتسلط عمليات الخطف المتكررة والفدية الثقيلة الضوء على معاناة أهالي الجنوب السوري في ظل تواطؤ أمني، بينما يستمر النظام في تكريس حالة عدم الاستقرار للهيمنة والسيطرة على المنطقة، مستغلاً الفلتان الأمني كسلاح إضافي لضبط المجتمع المحلي وإضعافه من الداخل.
اقرأ أيضًا.. فوضى الخطف والفدية في درعا: معاناة مستمرة وسط تواطؤ أمني
وتعد مجموعات الخطف المدعومة من ضباط النظام السوري إحدى الأدوات الرئيسية لتأجيج الفوضى والابتزاز في محافظة درعا، وتنشط عدة مجموعات في مناطق متفرقة، وتلقى دعماً وتوجيهات مباشرة لتنفيذ عملياتها.