أخبار

غرق وخطف واحتجاز… معاناة السوريين في ليبيا مستمرة

تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن

حصل “تجمع أحرار حوران” على شهادات من ناجين بعد غرق قارب مطاطي في مساء الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024، حيث تعرض القارب الذي كان يحمل 39 مهاجراً للغرق قبالة سواحل مدينة الخمس، مما أسفر عن وفاة شخصين من السوريين.

وفقًا لأحد الناجين، انطلق القارب من نقطة قريبة من مدينة الخمس، إلا أن حادثاً مفاجئاً أدى إلى اندفاع القارب وتسرب المياه داخله، ما دفع صاحب الرحلة إلى إيقاف المحركات رغم الحالة المتدهورة، مما تسبب في انقلاب القارب.

مسؤول تنظيم الرحلة عبر القارب هو المهرب الليبي حمادة الأسود، المعروف بلقب “حيدر”. وقد تم تنظيم الرحلة بالتنسيق مع مندوبين من بلدة حفير الفوقا في ريف دمشق وهما محمد نصار أبو ياسر و محمد غرة.

وحاول المهاجرون النجاة على قيد الحياة باستخدام عبوات بلاستيكية التي كانت مخصصة لتخزين مادة البانزين لمحرك القارب، وأدى غياب سترات النجاة إلى وفاة شخصين، على الرغم من قربهم من الشاطئ بحوالي 8 كيلومترات. وقد تم إنقاذ 33 شخصاً بواسطة فرق الإنقاذ الليبية، ونقلوا إلى مركز احتجاز تاجوراء، بينما تم تحويل جثتي الضحايا إلى برادات دفن الموتى، وهما محمد حسن سوسق ولؤي صلاح عاشور من مدينة رنكوس في ريف دمشق.

مناشدات من داخل سجن تاجوراء
أطلق عشرات السوريون المحتجزون داخل سجن تاجوراء التابع للسلطات الليبية، حيث ذكر أحد الناجين، الذي تمكن من الخروج بعد دفع فدية مالية قدرها 2400 دولار أمريكي، أنه قضى عشرة أيام في السجن قبل الإفراج عنه.

وأوضح الناجي أن الرحلة تعثرت منذ البداية بسبب تعطل القارب، ليتم تحويل المهاجرين إلى مستودع قريب من الشاطئ، حيث سُلبت ممتلكاتهم الشخصية وأوراقهم الثبوتية واحتُجزوا في ظروف إنسانية صعبة وسط برد قارس وملابس مبتلة بالماء.

وأشار في حديثه لتجمع أحرار حوران إلى أن السلطات الليبية اقتحمت المستودع بعد ساعتين من احتجازهم، وتم نقلهم إلى سجن تاجوراء.

وأفاد بأن الرحلة كانت من تنظيم مهرب ليبي يدعى الحاج مصطفى، بالتنسيق مع مندوبين سوريين يُعرفون باسم “أم ماريا” و”أيمن أبو ربيع”، الذين يقال إنهم سلموا المهاجرين للسلطات الليبية بعد فشل محاولة الانطلاق إلى أوروبا.

كما تحدث المصدر عن سوء المعاملة داخل السجن، حيث تعرض المحتجزون للإهانات والجوع، إذ قُدمت لهم وجبات شحيحة لا تسد الرمق، مما زاد من معاناتهم.

ويحمل المصدر معه عشرات المناشدات من سوريين داخل سجن تاجوراء مازالوا يقبعون داخل السجن من أكثر من شهرين دون الأفراج عنهم بظروف إنسانية وصحية سيئة.

تسرد هذه الشهادات واقعاً مؤلماً يواجه المهاجرون السوريون في ليبيا، حيث يتعرضون للابتزاز وسوء المعاملة، ما يدفعهم لدفع مبالغ مالية باهظة للخروج من سجون لا ترحم، في ظل ظروف إنسانية قاسية تهدد حياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى