أخباراقتصاد

معاناة سكان درعا تتفاقم مع دخول الشتاء وارتفاع تكاليف التدفئة في ظل غياب الدعم الإنساني

تجمع أحرار حوران – عدنان عبد الله

ما تزال محافظة درعا تعاني من توقف المنظمات الدولية، رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها، وذلك منذ أن توقفت هذه المنظمات عن العمل في المنطقة عقب اتفاقية التسوية عام 2018، التي أعقبت سيطرة النظام السوري بدعم من الطيران الروسي.

ومع دخول فصل الشتاء، تتفاقم المعاناة، إذ تواجه آلاف العائلات في درعا صعوبة بالغة في تأمين وسائل التدفئة اللازمة لمواجهة فصل الشتاء البارد.

محمد المحمود، أحد سكان درعا، تحدث إلى مراسل تجمع “أحرار حوران” عن معاناته في تأمين مواد التدفئة بأسعار تتناسب مع دخله المحدود.

وأوضح أن أسعار الوقود في السوق السوداء تفوق إمكانياته، حيث يتجاوز سعر لتر المازوت عشرون ألف ليرة سورية، ما يجعل تأمين 5 لترات يوميًا للتدفئة طوال فصل الشتاء عبئًا كبيرًا لا طاقة له به.

وأضاف المحمود أن أسعار الحطب كذلك ليست في متناول اليد، حيث يتراوح سعر الطن الواحد بين 5 ملايين و 6 ملايين ليرة سورية، بينما وصل سعر جرة الغاز إلى ما يقارب ستمئة ألف ليرة، مما يجعلها بدورها خيارًا صعبًا لذوي الدخل المحدود.

وأشار المحمود إلى أن أجرة العامل اليومية في درعا تتراوح بين 50 و60 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل حوالي 4 دولارات، وهي بالكاد تكفيه لتغطية تكاليف ثلاثة لترات من المازوت، في حين أن احتياجه اليومية للتدفئة تقدر بخمسة لترات.

وفي المقابل، لا تبدو أوضاع الموظفين الحكوميين في درعا أفضل حالاً، حيث لا يتجاوز راتب الموظف الحكومي نحو خمسمئة ألف ليرة سورية شهرياً، ما يضعه في حيرة من أمره حول كيفية تأمين الدفء لعائلته.

موسى الأحمد، معلم يبلغ من العمر 44 عاماً من محافظة درعا، تحدث عن معاناته، موضحًا أن راتبه الشهري، البالغ 300 ألف ليرة سورية، بالكاد يغطي احتياجات الطعام والشراب لبضعة أيام.

وأضاف أنه يضطر للعمل في أعمال حرة بعد ساعات التدريس، ليتمكن من تأمين مصاريف عائلته المكونة من ثلاثة أطفال، مستدركًا أن هذا الجهد الإضافي لا يفي بتغطية تكاليف الشهر.

وأشار موسى إلى أنه لم يتمكن حتى الآن من اتخاذ قرار حول أي من مواد التدفئة سيختار، نظرًا لارتفاع أسعارها الشديد مقارنةً بدخله الشهري المتواضع، موضحاً أن الخيارات المحدودة وأسعار المواد المتزايدة تجعله في مأزق كبير مع دخول الشتاء.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية الهشة في محافظة درعا يومًا بعد يوم، مما ينذر بكارثة إنسانية في ظل ارتفاع معدلات الفقر ونقص فرص العمل وارتفاع أسعار مواد التدفئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى