سوريون محتجزون في ليبيا: مأساة إنسانية ومطالب بتحرك حكومي عاجل
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
ما يزال ملف المحتجزين السوريين في ليبيا يشكل مأساة إنسانية تستدعي تدخلاً عاجلاً من الحكومة السورية الجديدة، حيث يواجه هؤلاء المهاجرون ظروفًا قاسية وسط غياب أي أفق لحل أزمتهم، في ظل احتجازهم في مناطق متفرقة من ليبيا دون مبرر واضح.
أحد أهالي المحتجزين ناشد وزارة الخارجية السورية الجديدة عبر تجمع أحرار حوران، بمخاطبة نظيرتها الليبية في طرابلس للضغط باتجاه إطلاق سراح السوريين المحتجزين، وتسهيل عودتهم إلى سوريا.
ومن المتوقع أن تتولى مؤسسة الهجرة غير الشرعية في ليبيا إجراءات إطلاق سراحهم وترحيلهم إلى سوريا حالما يتم تحقيق هذا التواصل.
في المقابل، ما يزال عشرات الأشخاص محتجزين في مدينة بنغازي الواقعة تحت سيطرة قوات خليفة حفتر، التي توجه لهم تهمًا كالإرهاب، بسبب خروج بعضهم باحتفالات سقوط نظام الأسد البائد، وتطلب مبالغ مالية باهظة تصل إلى 3000 دولار مقابل إطلاق الشخص الواحد.
من جهة أخرى، سجل مكتب توثيق الانتهاكات اختفاء أكثر من 100 مهاجر سوري في ليبيا، بينهم أطفال ونساء، جلّهم من محافظة درعا، منذ محاولتهم عبور البحر المتوسط.
وتشير المعلومات إلى أن هؤلاء الأشخاص اختفوا خلال أربع محاولات هجرة غير شرعية بين أكتوبر 2023 وأغسطس 2024، دون أن تطلب أي جهة فدية مالية من ذويهم، مايزيد الغموض حول مصيرهم.
وكانت الرحلات الأربعة تجري بتنسيق بين مندوبين سوريين مع المهرب المهرب الليبي الخطير، مرعي محمد المرغني، الملقب بالحاج وليد، والذي يُخفي هؤلاء المهاجرين حتى اليوم، وسط صمت المنظمات الحقوقية في ليبيا عن الانتهاكات الجسيمة الذي يقع بحق المهاجرين، إذ ترجح مصادر أنه يجري بيعهم لمهربين أفارقة في تشاد والنيجر وبيعهم هناك كأعضاء بشرية.
وتناشد أسر المحتجزين الحكومة السورية الجديدة بالتحرك العاجل والعمل على إطلاق سراح مواطنيها في ليبيا، وتدعو هذه العائلات وزارة الخارجية السورية إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية والتنسيق مع السلطات الليبية لإنهاء معاناة المحتجزين، سواء في طرابلس أو بنغازي.