تهديدات روسية تنذر بنهاية “خفض التصعيد” بالجنوب السوري
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
وجه الحليف الروسي لنظام الأسد، يوم الأربعاء الفائت، تهديدات مباشرة تنذر بالإطاحة باتفاقية خفض التصعيد بالجنوب السوري، والتي بدأ سريانها منذ التاسع من شهر تموز من عام 2017، خاضعًة لضمانات أمريكية روسية أردنية.
وحذرت قاعدة حميميم الروسية في سوريا، من خلال صفحتها الرسمية على فيسبوك، الجنوب السوري من حتمية انتهاء اتفاقية خفض التصعيد فيه، بحال استمرار تواجد متطرفين ينتمون لتنظيمي داعش والنصرة بحسب وصفها.
وأبدى قادة ميدانيون وعسكريون في الجيش الحر بدرعا، تجهزهم لأي هجوم يشنه نظام الأسد وحليفته روسيا على المحافظة، ووعدوا بجعل الجنوب السوري مقبرة لمن يفكر باستباحة أراضيه.
يأتي ذلك عقب توارد إشاعات تفيد بتوجه قوات مليشيا النمر “سهيل الحسن” إلى درعا، خلال الأيام الماضية، بعد أن تمكن نظام الأسد من السيطرة على محيط دمشق في مواجهاته مع تنظيم داعش وتشريد الأهالي باتجاه الشمال السوري.
وأوضح قائد فرقة أسود السنة في الجبهة الجنوبية، أبو عمر الزغلول، حول الأخبار التي يبثها إعلام نظام الأسد عن استقدام تعزيزات من النخبة وأرتال لمحافظة درعا تمهيدًا لفتح عمل عسكري عليها، ما هي إلا إشاعات يراد بها بث الرعب في صفوف المدنيين وإضعاف الروح المعنوية لديهم، محذرًا وسائل إعلام الثورة من خطورة تناقل هذه الأخبار لما لها من خطر يؤثر على الوضع الداخلي في الجنوب السوري وفق قوله.
وفي حال إقدام النظام على ذلك، قال الزغلول، في بيان له يوم الخميس 24 أيّار، إنّ “فصائلهم على أهبة الاستعداد لأي مواجهة يقحم نظام الأسد قواته بها في درعا، وأنهم سيجعلون من أرضها مقبرة لكل من تسول له نفسه بتدنيسها”.
وأصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا بعنوان “نوايا نظام الأسد في منطقة التصعيد الجنوبية الغربية”، تحذر فيه نظام الأسد وحليفته روسيا من خرق اتفاقية خفض التصعيد جنوبي غربي سوريا، بعد الأنباء التي تواردت حول عملية وشيكة في المنطقة.
وأكد البيان أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بتنفيذ اتفاقية خفض التصعيد والحفاظ على استقرار المنطقة الجنوبية الغربية من سوريا، ووقف إطلاق النار فيها، منوِّهًا إلى أنّ المنطقة تم التفاوض عليها بين الولايات المتحدة والأردن وروسيا في العام الماضي، وتم التأكيد عليها بين الرئيسين ترامب وبوتين في فيتنام في نوفمبر من العام المنصرم.
وحذر البيان نظام الأسد من توسيع الصراع أو تعريض اتفاقية وقف إطلاق النار للخطر، الذي سوف تتخذ الولايات المتحدة بحقه إجراءات صارمة ومناسبة ردًا على انتهاكات نظام الأسد، بصفتها “أمريكا” الضامن والراعي لاتفاقية خفض التصعيد مع روسيا والأردن.
وقال المهندس أدهم الكراد “أبو قصي”، قائد فوج الهندسة والصواريخ في درعا، مخاطبًا أهل الجنوب من صفحته على فيسبوك، حول البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية بخصوص المنطقة، “هذا بيان يمهلكم مدة أسابيع قلة كي تتجهزوا للملحمة الكبرى في أرض حوران”.
وفي منشور سابق للكراد حول سقوط مدن الغوطة بريف دمشق بقبضة نظام الأسد، استهله “ببساطة شديدة جاءت النصائح بعدم فتح أي عمل عسكري” مستدلًا على وجود ضمانات دولية للفصائل بعدم اقتراب نظام الأسد وروسيا من درعا وتحذيرات من إقدام الفصائل على فتح معارك فيها.
وإنّ خرق نظام الأسد وحليفته روسيا اتفاقية خفض التصعيد عقب أن انتهى من محيط دمشق، يعتبره ناشطون أنّه استغل الاتفاقية المباركة أمريكيًا وروسيًا وأردنيًا لمصلحته الخاصة للتفرد في الغوطة الشرقية ولحين التفرغ للمنطقة الجنوبية في سوريا.
ولم تخلُ اتفاقية “خفض التصعيد” خلال أقل من عام على بدء سريانها من انتهاكات قوات الأسد باستهداف منازل المدنيين بالقصف المدفعي والصاروخي في مدينة درعا وبعض قرى ريفها، بينما كانت الخارجية الأمريكية متغاضية عن هذه الانتهاكات، التي تخِلُّ باتفاقية وقف إطلاق النار “مبهمة البنود وكيفية التنفيذ” التي ترعاها.
ووثق تجمع أحرار حوران ارتقاء 231 شهيدًا من المدنيين في محافظة درعا منذ بدء اتفاقية خفض التصعيد حتى 26 أيّار الحالي، تنوعت أساليب قتلهم بالقصف المدفعي والصاروخي والقنص من قبل قوات الأسد.