“هربت من الموت إلى الجحيم” .. خمسين عائلة عالقة في “المنطقة الحرة” تنتظر مصيرها !
تجمع أحرار حوران – جبير السكري
لم تكن تلك العائلات أن تتخيل يوماً لتعيش كتلك الحياة التي تحياها هذه الفترة في المنطقة الحدودية الأردنية السورية، بدون شك هي مأساة كبيرة لعدد من العائلات التي هربت من الموت لتلتقي بجحيم أكبر خلال فترة نزوحها وبحثها عن مكان آمن ليحميها و يحمي أطفالها من آلة القصف الهمجية التي استهدفت قراهم ومنازلهم.
بقيت تلك العائلات والتي تجاوز عددها خمسين عائلة، ما يقارب 250 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، عالقين على الحدود الأردنية السورية في المنطقة الحرة، تنتظر المُنقذ من حالة الجحيم التي تحياها ومن حالة القتل و الموت التي هربت منها.
هربت تلك العائلات من القصف الذي تعرضت له مناطقهم كـ بصر الحرير والحراك ومليحة العطش والمليحة الغربية وغيرها بسبب اقتحام قوات الأسد لها بعد انتهاء القصف المكثف عليها من الطيران الحربي الروسي.
وقال مدنيّون في المنطقة الحرّة، لـ “تجمع أحرار حوران”، أنّهم يرفضون العودة إلى قراهم بسبب تخوّفهم من حملات الاعتقال التي تقوم بها قوات الأسد فضلًا عن حملة “التعفيش” التي يقوم بها عناصر قوات الأسد في تلك القرى.
وتعاني تلك العائلات العالقة على الحدود من عدة مخاطر، قد تصل إلى إكارثة إنسانية، تودي بهم وبأطفالهم، فالوضع الصحي غاية في الصعوبة فقد اقتصر على نقطة طبية داخل الأراضي الأردنية ولا تستقبل سوى الحالات الإسعافية لتقدم بدورها إسعافات أولية بحسب المواد الطبية المتوفرة فيها.
وبحسب ناشطون هناك لم تدخل أي مواد غذائية وأساسية منذ ما يقارب عشرة أيام مضت من أي منظمة إنسانية، حيث المساعدات التي تدخل تكون بشكل قليل ونادر ولا تكاد تكفي إلا القليل.
وتناشد تلك العائلات، المسؤولين في المملكة الأردنية لإدخالهم إلى المملكة وضمان حمايتهم، كما يناشدوا المنظمات الإنسانية لإسعافهم إنسانيا مع أطفالهم كـ “حل أوّلي”.
وشهدت مناطق الجنوب السوري موجات نزوح واسعة خلال الحملة العسكريّة التي شنها نظام الأسد والمليشيات الموالية له والاحتلال الروسي على محافظة درعا الشهر الماضي، وأعلنت الأمم المتحدة أنّ عدد النازحين تجاوز 300 ألف نازح خلال الشهر الماضي جنوب سوريا، ولكنّ العدد تضاءل وانحسر بسبب سيطرة قوات الأسد على كافة النقاط الحدودية بين سوريا والأردن، مما أجبر الآلاف منهم العودة إلى قراهم أو النزوح إلى منطقة الشيك الغربي مع الجولان المحتل.