نظام الأسد ينقض وعوده في الجنوب السوري.. وضع إنساني صعب يواجه المدنيين
تجمع أحرار حوران – سليمان الابراهيم
وعود كاذبة و مواثيق باطلة قد وعدها نظام الأسد للمناطق المحررة في حال التسليم أو الخضوع لقواته التي طالت نيرانها البشر والشجر وحتى الحجر.
وعد نظام الأسد رجالاته من الذين تسلموا زمام تسليم بعض المناطق المحررة، وعودًا بتوفير كافة الاحتياجات للمدنيين، بعد أن أثبت سيطرته عليها لتغدوا تلك الوعود مجرد وعود كاذبة ذهبت أدراج الرياح، فقد أصبحت اليوم باطلة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ويعاني المدنيين في المناطق التي فرضت قوات الأسد سيطرتها عليها في المنطقة الغربية كبلدات جاسم والحارة وانخل ونمر والعالية، من وضع إنساني صعب و يغدوا الأقرب للكارثي، لاسيّما بعد فترة من الزمن قد تتجاوز الشهر أو أكثر لتتمثل في كارثة إنسانية تعصف بسكان تلك المناطق وخاصة ممن هم تحت خط الفقر.
وكان نظام الأسد تعهّد لسكان تلك المناطق بالعديد من الوعود التي تلبي كل متطلباتهم من تأمين الخدمات الأساسية لهم في توفير مادة الخبز والمواد الغذائية والأساسية والصحية، فضلًا عن إيصال خدمات الكهرباء والمياه التي قد تجاوز انقطاعها ست سنوات وأكثر، وقد أثقل ذلك كاهل المدنيين في شراء صهاريج المياه والطاقة الشمسية لتلبية جزءًا يسيرًا من احتياجاتهم.
نقضت قوات الأسد تلك العهود في توفير أدنى الخدمات وخاصة بعد خروج المنظمات الانسانية من الجنوب السوري وقطع المساعدات الانسانية عن المدنيين، والتي تمثلت في كافة احتياجاتهم الأساسية من غذائية وصحية، بحسب مصادر أهليّة لتجمع أحرار حوران.
وتعاني عدد كبير من العائلات بالجنوب من مشاكل انسانية كبيرة وخاصة عائلات الشهداء بعد انقطاع رواتب الشهداء وكفالات الأيتام وحتى بعض السلل الغذائية التي كانوا يستندون إليها في حال تأخير تلك الرواتب أو انقطاعها.
ويعجز نظام الأسد في هذه الفترة عن تأمين مادة الخبز الكافية للمدنيين في الجنوب، حيث يستطيع توفير ربطة بـ 50 ليرة سورية لكل عائلة، في حين تضطر تلك العوائل لشراء الخبز “السياحي” لكفاية حاجتها والتي قد يتجاوز ثمنها 300 ليرة في حين لا يتجاوز وزنها 700 غرام.
وتكررت هذه المأساة التي تمثلّت بـ”الوعود الكاذبة” في مدينة درعا كأحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا.
ويعمد نظام الأسد إلى تغذية مناطق سيطرته بمدينة درعا بالكهرباء بنسبة تصل 70% يوميًا، أما القسم الذي دخل في اتفاقات التسوية مؤخرًا كأحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم، لا تصلها الكهرباء سوى ساعتين كأحد أقصى في اليوم.
قد تبدو هذه الظروف غير كارثية للبعض و لكنها وبدون أدنى شك هي مأساة انسانية كبيرة لشعب قضى ثمان سنوات تحت الحرب ولا يزال يرضخ تحت مأساتها لتنتهي به تحت رحمة جلاده المنتقم من قوات الأسد.