المقاومة الشعبية في الجنوب السوري.. سؤال وجواب
1- هل فكرة المقاومة الشعبية وجدت بعد سيطرة النظام على درعا؟ أم قبل ذلك؟
نعم كمصطلح لغوي بالفعل إن مصطلح المقاومة الشعبية كان وليد المجريات والأحداث بعد فرض سيطرة النظام وميليشياته الشيعية على محافظة درعا ولكن من حيث المبدأ والأهداف والفكر وباختصار شديد المقاومة الشعبية ما هي إلا تجسيد وامتداد للثورة السورية التي اندعلت في 2011.
2- ما هي الأسباب التي دعت لتأسيس المقاومة الشعبية في الجنوب؟
السبب الأول والرئيسي هو التخبط والتراجع الذي حل بالثورة السورية وسيطرة النظام وميليشياته الشيعية على مناطق واسعة إثر المصالحات الزائفة التي قادها أذناب النظام وتخاذل المجتمع الدولي على نصرة الثورة والشعب السوري.
نحن على يقين كامل أن الثورة السورية مستمرة ولن تنتهي أو تموت حتى تحقيق أهدافها ببناء دولة ديمقراطية وتحقيق الحرية والعدالة والكرامة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
السبب الثاني هو الهجمة الفكرية الشرسة التي تقودها الميليشيات الشيعية في هذه الفترة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام المجرم والتي تهدف إلى طمس معالم الفكر السني الصحيح بالتالي إرساء معتقداتهم الفاسدة ومحاولة إجهاض الثورة من عقول أبناء هذه المناطق باستخدام أساليب عديدة وطرق ممنهجة.
3- هل كان لخيبة الأمل من فصائل المعارضة دور في تشكيل مقاومة شعبية في الجنوب وهل يمكن اعتبار تأسيسها ردة فعل على سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، أم هي امتداد للثورة السورية التي انطلقت من درعا؟
يمكن قول ذلك فخيبة الأمل من فصائل المعارضة كانت ذات وقع كبير على أبناء الشعب السوري فكان لابد من وجود حاضنة ومنبر للثوار الأحرار والذين يؤمنون بالثورة السورية.
وللإجابة على الشق الثاني من السؤال لقد أوضحت لك منذ البداية أنها فقط كمصطلح لغوي ظهر بعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية ولكنها امتداد وتجسيد واضح للثورة السورية الأبية.
4- ما هي أهداف المقاومة الشعبية في الجنوب؟
أهدافنا واضحة فهي نفسها أهداف الثورة السورية التي قامت ضد نظام قهري تسلط علينا عقودًا من الزمن وبرر طغيانه بدعم المقاومة والممانعة الزائفة.
ولكن في الوقت الراهن نعمل على محاربة ومواجهة الغزو الفكري للميليشيات الشيعية التي بدأت تنخر بأفكارها ومعتقداتها الفاسدة في عقول شباب وأبناء المناطق التي خضعت لسيطرة النظام في الآونة الأخيرة.
5- ما هو رأيكم بانتشار التشيع في الجنوب والمعلومات التي تتحدث عن تجنيد عناصر مقاتلين من الفصائل بلغ عددهم حسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حوالي 2000 عنصر؟ وهل هناك أفكار للتعامل مع هذا الأمر؟
لا يخفى عن الجميع أن التشيع هو سياسة إيران الوحيدة تهدف بها إلى تحقيق أهداف إسرائيل بالدرجة الأولى بحمايتهم بحزام شيعي يمتد من لبنان إلى سورية وفرض سيطرتها الفكرية والسياسية على المناطق المتشيعة وتجريد الهوية السنية من أبناء هذه المناطق ونهب خيرات البلاد بالطبع واستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية.
وبما لا يقبل الجدل نحن اليوم في خضم معركة شرسة تهدف لتنظيف الأرض السورية من السوريين غير المؤمنين بالتشيُّع ومحوره الممانع.
ونحن بدورنا سنستمر في توعية أهلنا في سوريا من هذا الغزو الخطير وسنحاربه بكل ما أوتينا من قوة وبكافة الوسائل إن شاء الله، فنحن الآن نرصد ونراقب عن كثب كل من ينسلخ عن قيمنا وعن ثورتنا المباركة ليضعوا أيديهم بيد هذا النظام الماجن وأعوانه من ميليشيات إيران ويساعد في نشر فكرهم الفاسد ومعتقداتهم البالية وسوف تتم محاسبة هؤلاء الخونة عاجلًا غير آجل.
6- هناك معلومات يتم تداولها عن ابتعاد المقاومة الشعبية عن أي دعم خارجي، ما هو السبب؟
نحن نؤمن بأن الثورة تنجح بجهود ذاتية دون أي دعم خارجي، ويجب أن يتزعمها نخبة مثقفة واعية تدير الثورة بعناية فائقة مع ترشيد الإنفاق وللأسف في المرحلة السابقة تم طرد هذه الفئة وعن قصد وعن عمد من قبل الداعمين، فالوطني صاحب الفكر الصحيح والثقافة العالية، والرجل الذي يستطيع التأثير بالشارع، يتم إخفاءه من الإعلام وقطع أي دعم مادي عنه واستبعاده من المؤتمرات والهيئات الثورية، وقد يتجاوز هذا إلى تشويه صورته إعلاميًا.
والمرحلة الصعبة التي تمر بها الثورة السورية في الوقت الراهن هو نتيجة طبيعية فالمعارضة التي صنعها الداعمون لم تشمل تمثيلًا حقيقيًا للمجتمع السوري، وهكذا فإن شرائح ضخمة من المجتمع السوري لم تنضم للثورة رغم كرهها للنظام، وهناك شرائح كبيرة أيضًا كانت نشطة ببداية الثورة، ثم تدريجيًا انسحبت وفترت همتها، لما وجدت المعارضة وقد ترأسها انتهازيون أو أناس من قاع المجتمع، خاصة في شريحة المغتربين، وهي الشريحة التي تملك الكفاءات العلمية العالية، وتملك المال وهو عصب الثورات.
فالهدف من الإبتعاد عن الدعم الخارجي هو إعادة الحاضنة الشعبية للثورة السورية وتصحيح مسار الثورة.
7- كلمات أخيرة ننهي بها لقائنا :
في النهاية أود أن أقول إن المقاومة الشعبية يجب ألّا تقتصر على الجنوب فقط ومن هنا فإننا ندعو جميع أهلنا في كافة مناطق سوريا الحبيبة إلى فض غبار المصالحات الزائفة والمذلة التي تشدق بها وروج لها أذناب النظام وليستذكروا ما قمنا لأجله وما نسعى إليه وعليهم أن لا ينسوا كم قدمنا من تضحيات فكلنا نعلم أن الحرية ثمنها غالي لأن قيمة الحرية تساوي الإنسانية وتضاهي الكرامة وتمنح الحياة معناها ومغزاها، فهي روح الإنسان.