جميع أبناء حوران في الداخل يسألون ما الحل؟ أين نذهب بأنفسنا؟
تجمع أحرار حوران
بقلم : أبو محمود الحوراني
لا شكّ بأنّ ثورتَنا كبُركانٍ من حميم ونار لظة والنارُ تزداد لهيبًا إذا أجمرت فثباتنا طيلة السنوات المنصرمة من عُمر تلك الثورة المباركة كشف لنا الكثير وأخفق مشاريع عدة كانت من شأنها أن تُغرق شعبنا في وحل المجهول..
يا رجال حوران الأحرار، يا بلسم التاريخ ويا ملح أرضه، يسعى النظام البائد المتهالك إلى ترميم عرشه من جماجمكم من خلال زجكم في صفوفه ومن ثم التخلص منكم، كونكم كنتم الشرارة التي أشعلت ثورة هزّت أركان الأسد وأحرقت عرشه، وقد حصل هذا حقيقةً لا وهمًا نبيعه، وأنتم تعلمون يقينًا من الذي أنقذ الأسد في اللحظات الأخيرة..
الحلُّ في تكاتفكم وتعاضدكم مع بعضكم البعض، قال تعالى {{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ }، فالواحد منكم بألفٍ مما تعدون، والمعارك التي خضتموها ضد عصابة الأسد وحلفائها لهي خيرُ دليل على ما نقول، جُرحتم وكُلمتم في عشرات المعارك، وفقدتم في تلك المعارك أعزّ رفاقكم الذين عاهدتموهم يومًا بأنّكم لن تخونوا دمائهم العطرة الزكية التي روت أرض حوران، ثم فُرض عليكم واقعًا أشبهُ بالسجن الكبير..
لا يمكن أن أصدق يومًا بأنّ الذي أذاق ملة الكفر السمّ الزعاف، يصبح اليوم مجرمًا في صفوف العصابة، ولا يمكن أن أشاهد تضحيات جِسام قُدّمت على مدار ثمانِ سنوات مضت تذهب هكذا سُدى وهباءًا منثورا..
ليس مثلي من يزاود عليكم يا رجال حوران الأحرار، فقد كنّا لكم السند والعضد في كلامنا، نقلنا تضحياتٍ قدّمتموها لا يمكن لأي رجل حرّ في هذا الكون أن يُقدّمها، حاربتم الأسد وعصابته فهزمتوهم في عشرات المعارك، واجهتم المليشيات الإيرانية الطائفية فقتلتم منهم المئات، ومعركة الأفغان على أرض حوران ليست عنكم ببعيدة، ثم جاءت روسيا بطيرانها وحممها والتي لم يكن لها أن تحسم المعركة لولا تخاذل الخونة بائعي الأرض والعرض للمحتل المغتصب..
يامن قاتلت عدوّك مراتٍ ومرات، لا تكن له اليوم حليفًا ومعينًا فتخسر ما قدّمته من تضحياتٍ عظيمة، فهم يخافونك ويهابونك ونقسم بالله على ذلك، لا تيأس ولا تنهزم وامضي فيما بدأت وقل كلمتك مع رفاقك، فأن تموت بشرفٍ على أرضك خيرٌ لك من أن تموت في صفوف القتلة المجرمين وأن تتبع المشعوذين أذناب إيران الذين يريدون أن يحرفونك عن دينك الحنيف، وتيقّن بأنّ من توكل على الله فهو حسبه..
– لماذا تطلب عصابة الأسد من هو في سن الاحتياط (40 عام) وهي تُروّج بأنها انتصرت وسوريا بخير؟
– لماذا أعلن المجرم بشار الأسد عن عفو عام وبعد أيام أدرج أسماء جديدة؟
أسئلة تدور في مخيلة الجميع وربما الإجابة عنها واضحة تمامًا كوضوح الشمس في رابعة النهار، تُريد العصابة أن تتخلّص من فئة الشباب السوري الحر، لتزجّ بهم عبر المعارك إن كان مع تنظيم داعش أو لقتال أهلنا في الشمال السوري، وبذلك يضمن المجرم الأسد المكوث على كرسي الحكم ليتسلّط على رقاب الناس وقوتهم من جديد..
فلا تنغرّوا فيما وعدتكم به زمرة الأسد بتأمين معيشتكم المستقبلية فوالله إنّ هؤلاء المجرمين سيحاسبون من نجوا من مذبحة حماة 1982 فكيف لهم أن يتركوا من أشعل ثورةً هزّت عروشهم وزلزلت كيانهم..!
كيف لكم أن تنجرّوا لحتفكم مع عصابة قتلت مئات الآلاف في سجونها وكمّمت الأفواه، وجميعنا قد سمع بالفضائع والجرائم التي لن تُمحى يومًا من ذاكرة السوريين وستبقى وصمة عارٍ على جبين الإنسانية جمعاء..
فشدوا الوثاق وتوكلوا على من وعد خلقه بنصره، فثورتنا لم تنتهِ حتى تبدأ من جديد، فلن تُهزم ثورة شعلتها كانت أنامل أطفال لم يبلغوا سن الرشد فلا تتبعوا أهواء الشيطان ولا يغرنّكم جعجعة المطاحن التي تصب في جعبتهم فوالله ما عندهم زائل وما عند الله باقٍ والعاقبةُ للمتقين.
تنويه : المقال يُعبّر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.