المرأة السورية استثناء من اليوم العالمي للمرأة..!
تجمع أحرار حوران – هند المجلّي
بينما يحتفل العالم، اليوم الجمعة 8 آذار، بيوم المرأة العالمي، تعيش المرأة السورية، ظروفًا صعبًة، تتمثل في الاعتقال والقتل وحرمانها من أبسط الحقوق المشروعة للإنسان، إضافة لمعاناة النزوح واللجوء.
فمنذ 2011، دفعت المرأة السورية ثمنًا باهظًا؛ بسبب انخراطها في النشاطات اليومية للحراك الشعبي الداعم للثورة، الأمر الذي جعلها تتعرَّض للاستهداف المباشر، والملاحقات الأمنية من قِبل نظام الأسد، الذي مارس بحقها مختلف أشكال القمع، بالإضافة إلى النزوح المستمر من المناطق المشتعلة إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان مما جعلها العيش وسط ظروف قاسية.
ويحتفل العالم، في الثامن من آذار كل عام، بيوم “المرأة العالمي”؛ لتتويج إنجازاتها ومساهمتها في مجتمعها وقياس حجم مجهودها والوقوف على المكاسب التي حققتها من خلال المشاركة الفعالة والنضال المتواصل.
الناشطة الإعلامية سارة الحوراني والتي هُجرت من درعا بسبب نشاطها الإعلامي وعملها في منظمة الخوذ البيضاء، قالت لتجمع أحرار حوران أنّ “المرأة السورية شاركت الرجل جنبا إلى جنب في الحراك الثوري والنشاط الإعلامي بالإضافة إلى إسعاف الجرحى المدنيين وإنقاذ حياتهم، لذلك دفعت المرأة السورية الثمن من أجل نيل الحرية والكرامة المسلوبة بشكل عام”.
وكتب الناشط الإعلامي أبو غياس الشرع – العامل في مكتب توثيق الشهداء – على صفحته على الفيسبوك “تقبل الله كل الشهيدات من النساء بالثورة السورية و فك أسر المعتقلات منهن، 1200 شهيدة بدرعا من سحر المحاميد في نسيان 2014 إلى نمشة النعسان في أكتوبر 2018 و من بقيت مكلومة و ثكلى و أرملة و أم لأيتام”.
المرأة في درعا ليست كأي امرأة فبعد أن أصبحت المنازل لا تخلو من أم شهيد أو جريح أو أسير بالإضافة إلى تردي الوضع الاقتصادي في درعا بعد سيطرة قوات الأسد عليها يفضي معاناة من نوع آخر فلعل انقطاع الكهرباء والغاز وفقدان المواد الضرورية دفعت بالعديد منهن إلي البحث عن سبل العيش في ظل الظروف الصعبة.
ودعت الحوراني نساء العالم إلى تكريس هذه الذكرى السنوية العالمية لمناصرة السوريات، “ورفع الظلم عنهن، من خلال الضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، والإفصاح عن مصير المغيَّبين والمغيَّبات في سجونه منذ سنوات”.
ووثق تجمع أحرار حوران اعتقال العشرات من النساء في درعا خلال السنوات الماضية وكان آخرها اعتقال زوجة الإعلامي محمد الشرع منذ أيام على حاجز التاون سنتر جنوبي دمشق للضغط على زوجها لتسليم نفسه.
من جهتها، قالت الدكتورة جمانة أبازيد لتجمع أحرار حوران “منذ اليوم الأول للثورة أدركت أنها ثورتي والتزمت بالعمل فيها بغض النظر عن كوني امرأة، وعبرت الحواجز محملة بكل ما تحتاجه المناطق الثائرة من مستلزمات طبية وإغاثية، ولم أتوانَ عن إعالة مصابي الثورة، لأنها ثورة شعب والمرأة جزء من الشعب لذلك وقفت مع الشباب في ثورتي”.
واستطردت ” دفعت ثمن وقوفي مع أهلي ترحيلي من سوريا من وطني الأم، ولم أندم لأني كنت جزء من الثورة، فالثورة تحتاج إلى تضحية، وأنا الآن رغم تهجيري عن بلدي إلّا أني حرة طليقة، ولكن هناك نساء سوريات معتقلات في سجون الأسد، يجب أن نعمل على إخراجهن، وأدعو الجميع للضغط على نظام الأسد وروسيا للإفراج عن المعتقلات خلف زنازين الأسد وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهن”.
في الوقت الذي تطالب فيه نساء العالم بالحصول على المزيد من الحقوق والمساواة مع الرجل، تعيش المرأة السورية أسوأ حالاته في سجون الأسد وفي بلاد اللجوء وفي مناطق سيطرة قوات الأسد.