ملامح الصراع الروسي الإيراني في الجنوب السوري تطفو إلى السطح
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
على الرغم من تراجع حدّة الصراع واستتباب الأمن في الجنوب السوري بعد سيطرة نظام الأسد على المنطقة الجنوبية، في شهر تموز من العام الماضي، فإنّ هناك ملامح صراعات نفوذ جديدة تتشكل على الأرض أبرز أبطالها حليفتا نظام الأسد الأساسيتان روسيا وإيران، وأحد مسارحها اليوم هي المنطقة الجنوبية درعا – القنيطرة.
ويتمثل الصراع في محاولة كلا الطرفين روسيا وإيران من توسيع النفوذ في سوريا بشكل عام والمنطقة الجنوبية بشكل خاص من خلال التغلغل في المنطقة الجنوبية، فإيران تحاول أن تكسب الشباب لجانبها وإغرائهم بميزات عالية لتجنيدهم في صفوف ميليشياتها في الجنوب السوري والفرقة الرابعة، وروسيا التي تقدّم نفسها كضامن وحامٍ لبعض المناطق الجنوبية تحاول استمالة قلوب سكان الجنوب عبر المعاملة الحسنة واستقبال الشكاوى عبر المراكز الموجودة في الجنوب السوري، والرد على انتهاكات قوات الأسد بحق الأهالي.
وترجمت الخلافات بين روسيا وإيران في الجنوب من خلال زيادة عمليات الهجوم المتكررة لعناصر الفيلق الخامس المدعوم لوجستيًا وماديًا من روسيا على حواجز المخابرات الجوية وأمن الدولة المتواجدة في ريف درعا الشرقي، والتي كان آخرها كما أفاد مراسل تجمع أحرار حوران، اليوم السبت 30 آذار، قيام عناصر الفيلق الخامس بالهجوم على حاجز أمن الدولة في بلدة صور في منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي.
وأشار المراسل أنّ دورية من الشرطة الروسية انحازت للفيلق الخامس وقامت بضرب عناصر الحاجز وتوبيخ قائدهم.
وقال المراسل إنّ سبب قيام عناصر الفيلق بالهجوم على الحاجز مجهول إلّا أنّ عناصر من الفيلق قالوا بسبب الانتهاكات التي يقوم بها عناصر الحاجز بحق أهالي المنطقة.
وكان الفيلق الخامس شنّ هجومًا قبل عدة أيام على حاجزين للمخابرات الجوية في بلدتي السهوة والمسيفرة في ريف درعا الشرقي وقاموا بضرب عناصر الحاجز وتوبيخ العميد المسؤول عن حاجز السهوة “جهاد أبو رواد” وإعطائهم مدة زمنية لإزالة الحواجز من المنطقة.
الفيلق الخامس تم إنشاؤه في تموز من العام الماضي، وهو فيلق عسكري يضم عناصر فصائل التسويات وبعض الموظفين المفصولين من وظائفهم، وينتشر في معظم مناطق درعا، لكنّه يتلقى أوامره من قاعدة حميميم الروسية.