دور “عمان” في مفاوضات “معبر نصيب” والهدف من الضغط على الفصائل
درعا : الجمعة / 13 تشرين الأول 2017
سيرين الحوراني – تجمع أحرار حوران
مازالت مفاوضات العاصمة الأردنية “عمان” بشأن فتح “معبر نصيب الحدودي” تراوح مكانها بين أخذٍ ورد بعيداً عن الأضواء ، دون التوصل لأي اتفاق نهائي بين قادة بعض الفصائل المشاركة وأطراف أخرى تمثل نظام الأسد ، وتأتي هذه المباحثات تكملة لمفاوضات أستانا 6 وما تمخض عنها من قرارات ملزمة لجميع الأطراف بعد توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، وإقامة منطقة ” تخفيف توتر” في درعا والقنيطرة والسويداء .
وجاء الحديث عن فتح المعبر في أعقاب التقارب السياسي الأخير بين دمشق وعمان ، والذي لم تنقطع خيوطه منذ بدء الأزمة رغم اشتداد الخلاف في المواقف والتصريحات السياسية بينهما عبر وسائل الإعلام ، إلا أن بعض القنوات الرسمية وشبه الرسمية استمرت دون انقطاع إبان سيطرة قوات الأسد على المعبر وبعد خسارتها له وذلك عبر ضباط الارتباط بين البلدين باعتراف مسؤولين عسكريين ومدنيين أردنيين .
وقد استطاعت كلٌّ من الولايات المتحدة وروسيا أن تلعب لعبتها السياسية عن سابق إصرار باستمالة الأردن واستغلال وضعه الاقتصادي المتردي ورغبته في إعادة فتح المعبر حيث قامت بإعطائه دوراً رئيسياً في التنسيق بما يخص المعبر واستخدامه كورقة ضغط على الفصائل للقبول بفتحه ، تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب .
هذا الدور الذي ترجم إلى ورقة عمل تم إقرارها في أستانا 6 حيث غدت واقعاً على الأرض من خلال المباحثات التي تحتضنها عمان والتي أصبحت اليوم أكثر المهتمين والمدافعين عن هذه الورقة وتعمل جاهدة على إنجاحها نظراً لحاجتها الماسة لفتح المعبر الذي سيساهم كثيراً في التخفيف من الأعباء الاقتصادية الكبيرة التي يعانيها الأردن .
فيما وضعت عمان رؤيتها وشروطها لفتح المعبر وتمثلت برفع علم النظام وإدارة المعبر من قبل موظفين تابعين له، بالإضافة لحماية القوافل العابرة للحدود من قبل الفصائل، هذه الشروط التي تقاطعت مع رؤية وشروط نظام الأسد وهو دليل على تفاهمات جديدة جاءت في ظل التقارب السياسي الأخير بينهما وهذا ماتمَّ التلميح له عبر تصريحات كثيرة بأن الأردن مارس فعلاً ضغوظاً كبيرة على الفصائل بهذا الاتجاه .
أما الفصائل المعارضة فهي أقل المستفيدين من فتح المعبر إذا مابقيت الضغوط تمارس عليها لإجبارها للتنازل عن بعض مطالبها المحقة في ظل غياب أي دعم سياسي من أي طرف لهذه المطالب ، وبالتالي ستتحول هذه الورقة الرابحة بيدها إلى ورقة ترضية لها طالما بقي نظام الأسد مصراً على رفض الكثير من هذه المطالب ليبقى في النهاية هو المستفيد الأكبر سياسياً واقتصادياً إذا ما فتح المعبر وفق شروطه .
إلا أن بعض المؤشرات لاتدل على اتفاق وشيك بين الأطراف نظراً للمواقف المتشددة والمتباينة لكل طرف حول نقاط عالقة وخلافية ما زالت تحول دون التوصل لأي اتفاق في ظل رفض كامل لشروط النظام من قبل الفصائل غير المشاركة في هذه المباحثات ، وهذا ما قد يفقد المفاوضات وفي أي لحظة قدرتها على الصمود والاستمرارية لتصل بالنهاية إلى طريق مسدود وما سيعقب ذلك من تداعيات خطيرة قد تنعكس على الجميع إذا ما فكرت قوات النظام بدعم روسي جديد الوصول للمعبر والسيطرة عليه أو محاولة الوصول إلى الجمرك القديم وهذا ما يخشاه الكثيرون .!
تنويه : المقال يعبر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.