بعد اعتقاله للمئات من محافظة درعا منذ سيطرته عليها.. كيف يحاول نظام الأسد تهدئة الأوضاع بالمحافظة؟
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
تتسارع الأحداث وتواصل الاشتعال في الجنوب السوري، لاسيما في محافظة درعا، التي تشهد اغتيالات لشخصيات قيادية لفصائل الثوار سابقًا ومعارضين لنظام الأسد وأخرى مسؤولة في جيش الأسد ونظامه ومرتبطة بالمليشيات الإيرانية، إضافة لعمليات نوعية نشطت مؤخرًا استهدفت عدة معاقل لقوات الأسد في ريف درعا، وكثير من ذلك بتوقيع مجهولين.
وزادت عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات نظام الأسد وسحب الشباب للخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيشه، الأجواء توترًا في محافظة درعا، منذ سيطرتهم عليها في تموز 2018.
ووثق تجمع أحرار حوران اعتقال نظام الأسد لأكثر من 673 شخص في محافظة درعا منذ 1 تموز 2018 وحتى 16 حزيران 2019، بينهم 29 سيدة وطفل، غالبيتهم من حملة بطاقات التسوية، ومن بينهم شخصيات عملت سابقًا في المجالس المحلية وعاملين في مجال الإغاثة.
ويعتمد نظام الأسد على بعض حواجزه المنتشرة في محافظة درعا وخارجها لسحب الشباب الذين يُمسك بهم فيها للخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيشه مُجبرين، ومعظمهم يحملون بطاقات تسوية، لكنّه في الغالب لا يأبه لتلك البطاقات ويشن عمليات الاعتقال ضاربًا بها عرض الحائط.
وتتعرض العديد من مواقع وحواجز قوات الأسد “سيئة الصيت”، التي تعمل على ترويع المدنيين وابتزازهم واعتقال العديد منهم، لهجمات بأسلحة خفيفة ومتوسطة من قبل مجهولين، مما زاد الأوضاع اضطرابًا في المحافظة.
ومن بين الهجمات الأخيرة التي ينفذها مجهولون عمليتان نوعيتان إحداهما استهدفت حاجزًا لعناصر المخابرات الجوية جنوب بلدة بصر الحرير، يوم الجمعة 14 حزيران، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من العناصر المتمركزة فيه، وأُخرى تمثّلت بتفجير مبنى مديرية الناحية “المخفر”، يوم أمس، في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي.
وفي محاولة لنظام الأسد تهدئة “بركان الجنوب السوري”، بحسب وصف ناشطون لتوتر الأحداث الأخيرة في محافظة درعا، فإنّه أفرج عن ثلاث دفعات من معتقلي درعا، أولها في 23 أيار 2019 شملت 15 معتقلًا، وثانيها في 30 أيار 2019 شملت 21 معتقلًا، والأخيرة كانت يوم الخميس الفائت 13 حزيران وشملت 25 معتقلًا، معظمهم ممن اعتقلوا حديثًا منذ سيطرة نظام الأسد على المحافظة.
فيما يبقى مصير 4386 معتقل/ة من محافظة درعا – موثّق لدى تجمع أحرار حوران – مجهولًا في معتقلات نظام الأسد منذ آذار 2011، حيث قضى المئات من أبناء المحافظة جرّاء عمليات تعذيب مروّعة في سجون الأسد، كسجن فرع المداهمة 215 “المخابرات العسكرية” وسجن صيدنايا وغيرها.
وكان نظام الأسد عمد إلى تسليم ذوي معتقلين في محافظة درعا منذ سيطرته عليها شهادات وفاة رسمية، قضوا تحت التعذيب في سجونه، دون تسليم الجثامين لذويهم مكتفيةً أنّهم توفوا إثر تعرّضهم لسكتة قلبيّة.