أستانا 6 لعبة سياسية .. تخدم نظام الأسد وتشق صف المعارضة
درعا : الثلاثاء / 26 أيلول 2017
أبو ربيع الحوراني – تجمع أحرار حوران
مع وصول قطار أستانا لمحطته السادسة والأخيرة التي انتهت قبل أيام وما تمخض عنها من تفاهمات واتفاقيات بين كل من روسيا وتركيا وإيران باعتبارها الدول الضامنة إلا أن الغموض مازال يلف هذه المباحثات رغم القرارات التي صدرت عنها في البيان الختامي .
ويتسم هذا الغموض بمدى تطبيق هذه القرارات على الأرض، في ظل مقاطعة ورفض العديد من كبريات الفصائل الثورية لهذه المباحثات والقرارات، إضافة “للوثيقة السرية” غير المعلنة عبر وسائل الإعلام ، والتي عادة ما تحتوي على بنود خطيرة ومشبوهة، وهذا ماتم التلميح له قبيل انطلاق هذه الجولة حيث اعتبرها البعض أنها أشراك وكمائن منصوبة بإحكام .!
لم تأتِ قرارات أستانا الأخيرة بشيء جديد كما كانت تشير بعض التوقعات ، بل كانت لمتابعة وتفعيل ما تم التوصل إليه بين الأطراف الضامنة في الجولة التي سبقتها باستثناء إضافة “ادلب” لمناطق خفض التصعيد، فيما لم يلقَ ملف المعتقلين والمفقودين وهو الأهم أي اهتمام يذكر، بل رحل لمرحلة قادمة من المباحثات ، وقد حدد البيان الختامي خطوطاً عريضة ولم يدخل بالتفاصيل التي ينتظرها الجميع ، إلا أن هذه الخطوط لم تلامس تطلعات الشعب السوري الثائر والأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة بل جاءت صادمة للجميع .
لقد ركزت مباحثات أستانا 6 على وقف الأعمال القتالية وتثبيت الهدنة في سوريا وإقامة مناطق خفض التوتر ، وشددت على ضرورة الالتزام التام والكامل بوقف إطلاق النار لإجبار بعض الفصائل الثورية على تجميد عملها العسكري وإلقاء سلاحها جانباً والانخراط في فخ العمل السياسي، وهذا ما تسعى وتخطط له كل من روسيا وإيران بعناية فائقة خدمةً لنظام الأسد ونيابة عن بعض دوائر القرار في العالم .
وهذا ما يتطلب من جميع الفصائل اليقظة التامة والحذر الشديد لما يخطط له ويحاك ، ما يستدعى مراجعة عاجلة لتدارك الخطر القادم وإلا سيتم استدراجها للوقوع بالفخ والقبول باتفاقات دولية ملزمة خارج سياق مصالحها، ما ينبيء بانحدار كبير قد تجد فيه نفسها محملة بإرث “أستانا” الثقيل الذي قد لاتكون قادرة على حمله، ما يجعلها تسير على غير هدى في طريق مزروع بالألغام والكمائن رسم لها بدهاء للقضاء على الثورة .
إذا أحسنا الظن فأقل ما يمكن قوله هنا إن محطة أستانا 6 محطة محملة بسوء النوايا مع سبق الإصرار أمام براءة المعارضة التي لا تملك اوراق القوة بسبب انغلاق الأفق لديها ،وقلة خبرتها وحنكتها السياسية وهي تقارع دولاً عملاقة لها تاريخها في هذه اللعبة الخطرة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل ستتحول أستانا 6 وما نتج عنها من قرارات معلنة وغير معلنة إلى مأزق للمعارضة، ولعنة تلاحق كل من سعى وشارك وتواطأ وصمت على ذلك ؟
ببساطة ستكون الثورة ومنجزاتها وتضحياتها في خطر بل في مهب الريح، وضحية للسياسات الدولية التي تعرف كيف تتعامل مع الأزمات وتجد “الحلول” من خلال التضحية بأحلام وآمال الطرف الأضعف، حتى لو كان ذلك على حساب حرية وتضحيات الشعوب
وهذا ما يستدعي استنفاراً كاملاً لكل الطاقات السياسية والعسكرية والفكرية للمعارضة، ووضع تصورات جديدة عنوانها “الوطن” لمراجعة الواقع المتردي وإلا سنستمر بالغرق حتى القاع أو سنستمر جميعاً في التواطؤ ضد ثورتنا وفي كلتا الحالتين خسارة وخذلان ..!!
تنويه : المقال يعبر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.