“درعا” حراك ثوري متجدد آخر محطاته الصنمين.. تفاصيل حملة نظام الأسد عليها
تجمع أحرار حوران – أبو محمود الحوراني
في عمل ليس بغريب عن سياسة نظام الأسد، أقدمت قواته على مهاجمة حي سكني في مدينة الصنمين شمالي درعا، قبل أسبوع، أفضت لسيطرتها على الحي وتهجير بعض أبنائه، فيما كان لوقع هذه الحادثة أثرًا كبيرًا في سير الأحداث بمحافظة درعا ولاقت اهتمام معظم السوريين.
التحضير للهجوم
طوّقت قوات الأسد مدينة الصنمين، في ريف درعا الشمالي، يوم الأحد 1 من آذار/مارس 2020، عند الساعة الخامسة والنصف فجرًا بعد أن حشّدت المئات من قوّاتها على أطراف المدينة وجلبت التعزيزات من عدة ثكنات عسكرية في ريف المحافظة.
وقال مصدر محلّي لتجمع أحرار حوران أنّ التعزيزات العسكرية جاءت من الفرقة الخامسة واللواء 112 في مدينة إزرع، والفرقة السابعة، واللواء 15 شرق مدينة إنخل، واللواء 43 دبابات، وشارك في عملية الاقتحام مليشيا الفرقة الرابعة والدفاع الوطني، ومليشيات من حزب الله اللبناني، والأمن العسكري والجنائي في مدينة الصنمين، وقوات رديفة تُدعى “اللجان الشعبية”.
تفاصيل العملية العسكرية
أفصح المصدر الذي كان التجمع على اتصال مباشر معه أثناء الحملة العسكرية، أنّ الاقتحام بدأ بقوات قوامها مايزيد عن 1000 عنصر من عدة محاور، أولها (الجنوبي الغربي “حي المشفى”)، والثاني (الشمالي الشرقي “حي الشرعية”)، والثالث (الأوسط “حي الجمعية”)، والرابع (الشمالي الغربي “حي حوارة” المتاخم للفرقة التاسعة)، والخامس (الشمالي “حي الشبية” المتاخم للفرقة التاسعة).
في كل محور منها، رافقت القوات المقتحمة 4 دبابات وعربتي شيلكا، أو أكثر، بإسناد مدفعي من اللواء 43 شرق قرية بصير، وقصف بالهاون مصدره الفرقة التاسعة واللواء 79 شرقي الصنمين، بحسب المصدر.
واستمرت مقاومة الحملة العسكرية التي تشنّها قوات الأسد أكثر من 12 ساعة متتالية بقوة قوامها 50 مقاتلاً من العناصر السابقين بالجيش الحر كانوا يطلقون على أنفسهم اسم “ثوار الصنمين” ويتمركزون في الحيين الشمالي والغربي من مدينة الصنمين، بأسلحة رشاشة خفيفة وقواذف RPG.
نتائج العملية العسكرية
استطاع “ثوار الصنمين” خلال عملية الصد عطب عربتي شيلكا، وقتل 45 بين عنصر وضابط من قوات الأسد، وجرح ما يزيد عن 70 عنصرًا من القوات المقتحمة للمدينة من بينهم قائد الحملة العسكرية على الصنمين، العقيد في الفرقة الرابعة “معروف العلي” والمنحدر من منطقة مصياف بريف حماة، كما أُصيب القيادي في ميليشيا الفرقة الرابعة المحليّة “حافظ الفلاح” بجراح متوسطة نُقل على إثرها إلى مستشفى الصنمين العسكري، وفق مصدر التجمع.
وقال مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران أنّ قوات الأسد استهدفت منازل المدنيين والمساجد في الحيين الشمالي والغربي بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بشكل مكثّف، ما أدى لاستشهاد 3 مدنيين، وهم “فهد خليل العتمة” (الصنمين) و “محمود الصالح العتمة” (الصنمين) و “أيسر حسين السعدي” (كفرشمس)، وجرح 15 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، في حين وثق التجمع استشهاد الطفل “أحمد محمد الذياب” (الصنمين) إثر إعدامه ميدنيًا من قبل قوات الأسد.
وأشار المكتب إلى أنه أحصى استشهاد 6 مقاتلين من الجيش الحر بينهم قيادي، وهم “بلال محمد شتيوي العلوش” (الصنمين) و “يوسف الجاسم” (ريف دمشق – السبينة) و “عبدالله محمد العتمة” (الصنمين) و “منذر الفنيش” (القنيطرة) و “محمد خليل العتمة” (الصنمين) والقيادي “وليد خالد القاسم” الملقب بـ وليد الزهرة (الصنمين).
كما أوضح المكتب أنه جرى توثيق استشهاد 4 مقاتلين من الجيش الحر وهم “عمار مصعب الزعبي” (طفس) و “أحمد محمد الحوراني” (طفس) و “هشام عيسى الباير” (تل شهاب) و “يوسف عيسى الدوجان” (تل شهاب) خلال استهدافهم بقذيفة دبابة من قبل قوات الأسد المتمركزة بثكنة الأغرار العسكرية في مدينة طفس بريف درعا الغربي، وذلك عقب احتجاز مقاتلي الجيش الحر سابقًا لـ 54 عنصرًا وضابطًا لقوات الأسد نصرةً لمدينة الصنمين، يوم الأحد.
في حين وثّق المكتب اعتقال قوات الأسد لـ 12 شخصًا بينهم سيّدة في الصنمين، خلال اقتحام المدينة يوم الأحد، حيث لايزال مصيرهم مجهولًا حتى اللحظة، وسجّل المكتب تعرّض أكثر من 50 منزلًا للدمار بشكل جزئي، وقيام قوات الأسد بسرقة الممتلكات الخاصّة بالمدنيين في الحي الغربي، لاسيما سرقة محتويات مسجد أبو بكر الصديق في الحي أثناء اقتحامه وجعله مقرّاً لعمليّاتهم.
نهاية الحملة
وقال مراسل تجمع أحرار حوران أنّ مفاوضات جرت بين لجنة درعا المركزية ونظام الأسد (بوساطة روسيّة) لإيقاف القصف المكثّف على مدينة الصنمين مقابل تسليم العناصر والضباط المحتجزين والبالغ عددهم 54 مع سلاحهم الفردي، تمخّضت عنها إيقاف الحملة العسكرية على الصنمين، عند الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد 1 من آذار.
ودخلت 50 سيارة تابعة للفيلق الخامس الروسي إلى مدينة الصنمين، مساء الأحد، كوساطة لإيقاف القتال والمفاوضات التي أفضت إلى تهجير 21 مقاتلًا من ثوار الصنمين إلى مدينة الباب بريف حلب، يوم الاثنين 2 من آذار، ونقل الجرحى إلى مدينة بصرى الشام، في حين بقي قرابة 30 مقاتلًا داخل الصنمين بعد أن سلّموا سلاحهم لنظام الأسد.
“الفزعة الدرعاوية” تُنقذ الصنمين
أثناء حملة نظام الأسد على مدينة الصنمين، خرجت عدة مظاهرات غاضبة في محافظة درعا، نصرةً للصنمين، في كل من مدينة بصرى الشام ودرعا البلد ومعربة والحراك والجيزة، هتف المتظاهرون خلال ذلك بإسقاط نظام الأسد وطرد المليشيات الإيرانية من محافظة درعا، ونادوا بوجوب مساندة أهالي الصنمين.
كما هاجم شبان بالأسلحة الرشاشة عدة حواجز عسكرية لنظام الأسد في كل من الحراك وجاسم وسحم الجولان والسهوة وأم ولد، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى لقوات الأسد على الأقل وجرحى آخرين، في إطار الرد على اقتحام قوات الأسد لمدينة الصنمين، كل ذلك استُخدم كورقة ضغط في المفاوضات مع نظام الأسد لإيقاف حملته على المدينة.