تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
ببرودة الأعصاب واللامبالاة استقبل معظم أهالي محافظة درعا نبأ وصول فايروس كورونا لسوريا، وذلك بعد أن أعلنت المملكة الأردنية منع دخول عائلة سوريّة لأراضيها، قبل أسبوع، عقب اكتشاف إصابتهم بالفايروس، في ظل تكتم وزارة الصحة السورية عن معلومات انتشار الفايروس وأعداد المصابين السوريين.
وأصبح فايروس كورونا هاجسًا لدى معظم الدول في العالم العربي، بعد انتشاره في معظم دول العالم، وإعلان منظمة الصحة العالمية أنه وباءًا عالميًا، وقيام الدول برفع حالة الجاهزية التامة لمكافحة الوباء والحد من انتشاره، لاسيما بعد إعلان وصوله إليها.
وكانت اللامبالاة وبرودة الأعصاب لدى أهالي المحافظة في أبهى صورها، مع انتشار أخبار وجود العديد من الإصابات بالفايروس في سوريا، لاسيما أنّ هذا الفايروس هو من آخر اهتماماتهم في ظل انعدام وجود مقومات الحياة الأساسية.
وقال “أبو عامر” من ريف درعا الشرقي لتجمع أحرار حوران في حديثه عن فايروس كورونا، بأنّه لا يعني له شيئًا بالمقارنة مع أهمية تأمين جرة الغاز أو تأمين مادة المازوت وباقي مستلزمات الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن موضوع انتشار الفايروس هو آخر اهتماماته حاليًا.
وأضاف أنّ “وزارة الصحة السورية لم تقوم بأي إجراء احترازي للحد من انتشار هذا الوباء، وكيف لنظام قتل شعبه بالطائرات والمدفعية أن يقوم بتأمين شعبه من هذا الخطر، على العكس سيشجع على انتشاره”.
في حين استقبل بعض الأهالي في درعا “كورونا” بالمزاح والسخرية، حيث أنه لا يستطيع هذا الفايروس العيش كالحياة التي يعيشونها في ظل الظروف التي يمرون بها، وفق حديث خالد الزعبي ابن بلدة اليادودة.
وقال أحد الأهالي الذي رفض الكشف عن اسمه ساخرًا أنّ “فايروس كورونا لا يستطيع العيش في منطقتنا التي نعيش فيها بالكاد، حيث لا وجود للتيار الكهربائي، ولا وجود لمادتي الغاز والمازوت، وارتفاع الأسعار وقلة الدخل، وعند قدومه إلينا سيهرب من هول معيشتنا”، وأنهى حديثه قائلًا “ليأتي هذا الكورونا ويخلصنا من هذه الحياة”.
وكان نظام الأسد لم يقم بأي إجراءات احترازية لحماية المواطنين من انتشار هذا الوباء قبل أن يعلن اليوم عن تعليق دوام المدارس والجامعات لمدة ثلاثة أسابيع ابتداءً من الغد بسبب الفايروس، ونفى النظام بشكل مباشر كل الأخبار التي تتحدث عن ظهور أي إصابة بالكورونا في سوريا، ويعمد على اعتقال كل شخص يقوم ببث أخبار عن انتشاره.
وحذّرت القوى الثورية الفاعلة في الجنوب السوري في بيانٍ صدر عنها، اليوم الجمعة، الأهالي من الاقتراب من مواقع الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري أو التماس معهم وطلبت ذلك من أبناء المحافظة الذين يخدمون في صفوف الجيش وباقي الجهات الأمنيّة التابعة لنظام الأسد.