درعا: موسم الهجرة إلى الشمال.. والإمارات
تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
قضى عدد من أبناء محافظة درعا بينهم القيادي السابق في فصائل المعارضة “رمزي محمود أبازيد” نتيجة وقوعهم بحقل ألغام في الشمال السور، ليل الثلاثاء/الأربعاء الفائت، خلال محاولتهم عبور مناطق النظام إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
ويعتبر الأبازيد أحد القادة البارزين في مدينة درعا، وكان قائد “مدفعية سجيل” التابعة لفرقة 18 آذار، وكان الأبازيد أحد أعضاء خلية الأزمة في مدينة درعا عقب التسوية، ولم ينضم إلى تشكيلات النظام العسكرية بعد اتفاق التسوية.
وتأتي عملية خروج الأبازيد من درعا بعد عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة سابقين في فصائل المعارضة، يُشرف عليها الأمن العسكري، والجناح الإيراني في مؤسسة النظام العسكرية والمتعاونين معه من قادة فصائل سابقين في المعارضة.
اقرأ أيضًا.. “الاغتيالات في درعا” عمليات ممنهجة تحصد أبناء المحافظة.. فمن المسؤول؟
وسبق خروج الأبازيد من المحافظة عشرات القادة من الذين اختاروا تركيا أو الإمارات للاستقرار بعد سيطرة النظام، في أول فصول الهجرة ومغادرة الجنوب السوري كانت رحلة القيادي السابق في غرفة عمليات البنيان المرصوص “جهاد المسالمة ” الذي حطّ رحاله في دولة الإمارات، لتكون مستقرًا له، بعد سنوات من وجوده في درعا ومشاركته في إدارة معارك حينًا والتفاوض للتهدئة أحيانًا أخرى، ما أثار شكوك معارضين في ولائه للدولة التي يقيم فيها، والتي كانت سببًا مباشرًا في تسليم الجنوب السوري.
وغادر قائد كتيبة درع الجبل التابعة لفرقة أسود السنة سابقًا “إبراهيم ضاحي محيسن المحاميد” المعروف “أبو محمد الجبل” درعا إلى الإمارات أيضًا، بعد أشهر على اتفاق التسوية، كان قد انتسب خلالها إلى الفرقة الرابعة مع مجموعة من العناصر من أبناء المنطقة، لينتقل عقب ذلك بفترة قصيرة إلى الإمارات ويستقرّ هناك.
واستقبلت الإمارات عشرات المعارضين من بينهم قادة فصائل متهمين بجرائم حرب، في وقت طردت فيه الأكثر إجرامًا كما فعلت مع القيادي في فصيل “جبهة ثوار سوريا”، “صلاح الطرشان” (أبو موسى) الذي عمل لسنوات كقائد فرقة “سيف الجنوب” وعُرف عنه المشاركة في عمليات اغتيال وتجارة المخدرات، اعتقلت الإمارات “الطرشان” لأشهر قبل أن تبلغه قرارها بضرورة مغادرة أراضي الدولة، لتكون وجهته التالية إقليم كردستان العراق.
وفي السياق غادر مئات الشبان من مناطق مختلفة في درعا المنطقة إلى الشمال المحرر وتركيا ولبنان، بعد كشف مخططات النظام وإيران في تصفية خصومهم السابقين أو المتوقعين، في عملية أشرف عليها ضباط من النظام وعناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني مقابل مبالغ مالية طائلة.
هجرة عكسية:
لم ترقَ الإقامة في تركيا والشمال المحرر لبعض القادة من الذين خرجوا في قوافل التهجير، عاد بهم الحنين إلى أيام خلّت، كانوا فيها أسيادًا بقوة السلاح على أبناء درعا.
مهّد القيادي السابق في جيش الثورة “عماد أبو زريق” الطريق لبعض القادة السابقين معه، للعودة إلى المنطقة بعد وعود تلقاها من العميد “لؤي العلي” بعدم المساس بهم أو التعرض لهم، الأمر الذي سهّل على القيادي “محمد علي الرفاعي” المعروف “أبو علي اللحام” العودة من تركيا إلى درعا.
عودة ليست بريئة في رأي معارضين وموالين للنظام على حدٍ سواء، خاصّة وأنّ اللحام كان أحد أعضاء المكتب الأمني المشترك بين جيش الثورة سابقًا وجبهة النصرة -هيئة تحرير الشام- وصاحب باعٍ طويل في الخطف والاغتيال بحسب شهادات أبناء المنطقة.
شاهد.. تسجيل صوتي بعنوان “ثوار الجنوب” يتهم صاحبه قياديين بالوقوف خلف عمليات اغتيال بدرعا
وبعد أشهر من عودة اللحام شهدت مسقط رأسه “أم ولد” في ريف درعا الشرقي محاولات اغتيال وعمليات خطف للمعارضين للنظام، ما دفع البعض منهم لاتهام اللحام علانية، معتبرين هدوء “أم ولد” بعد سنتين من التسوية كان يمهد لعاصفة اللحام البعيدة.
انقضى الموسم الأول من الهجرة إلى الشمال، بعد أشهر من توقيع اتفاق التسوية مع قوات الأسد، لكن فصول المأساة السورية تبشر بمواسم هجرة مستمرة في جميع الاتجاهات، وبين هجرة من الموت وأخرى إلى حيث الموت، تغيّر الداعم وبقي السلاح في خدمة أجندات أذاقت أبناء المنطقة السمّ الزُعاف وما تزال.