مِهنة الارتزاق إحدى دعائم استقرار الإرهاب
تجمع أحرار حوران
بقلم : صهيب العودة الله
مِهنة الارتزاق إحدى دعائم استقرار الإرهاب.. خطرت ببالي هذه التسمية النهائية بعد أن استحضرت عبارة “ولكنّكم غثاء كغثاء السيل”، والتي كان سبب استحضارها وقوفي على خبر في إحدى مجموعات الأخبار العسكرية لميليشيا النظام السوري مفادها أنّ وحدات من هذه الميليشيا ستصاحب القوات الروسية إلى أرمينيا لمقاتلة الاحتلال الأذربيجاني التركي.
قبلها بأيام توجهت أيضاً مجموعات مقاتلة من السوريين المنتسبين للجيش الوطني الذي أسسته تركيا إلى أذربيجان لمقاتلة الاحتلال الأرميني.
طبعاً هذا المشهد الواقعي فيما يسببه من ألم والمسرحي في سخريّته عشناه قبل سنة ونصف في ليبيا حين سِيقَ الطرفان السوريان من الضامِنين التركي والروسي ليقاتلا بعضهما على الأرض الليبية.
وكأننا لم تكفِنا 185 ألف كيلومتر مربع فاحتجنا إلى رقعة جديدة لتكون امتداداً للقتل الذي لا جدوىً إنسانيّ منه، أم أننا نريد ألا يُقتلَ أحدنا إلا من الطرف السوريّ الآخر؟!
هل صارت بلادنا بنكاً للمرتزقة؟
مرتزقة أكراد للأمريكي، ومرتزقة سنة للتركي، ومرتزقة علوية وأسدية للروسي؟
هل كان انقسامنا طوائف منذ حملنا السلاح وتفرقنا تحت قادة أجانب في الفصائل الإسلامية وغُرف موك قيادتها مخابرات عسكرية تتبع لكلّ ما هو غير سوري، هل كان ذلك إرهاصات لبناء هوية السوري المرتزق؟
ليس من النباهة أن نتغاضى عما فعلته السنين التسع الأخيرة في الوعي السوري، تحديداً في وعي الشاب السوري، إذ أنه لم يعش السوريون في سوريا خارج نظام حكم العلويين أي نوع من الاستقرار، ولم يتحقق لهم أي نوع من الأمن، سواءً أمن الغذاء والماء أو أمن السكن أو أمن التعليم أو أمن الدخل الكافي أو حتى أمن الحياة، تسع سنين تربى فيها جيل من الفتيان والشباب على أن حمل السلاح واستمرارية القتال يضعك في مكان أعلى ممّن سواك، ويتيح لك الاقتراب من تحقيق بعض أنواع الأمن المفقودة، فهل ما نُعاينه من قبول الارتزاق للدول الأخرى هي قناعات بُنِيَت لَبِنَةً لَبِنة بالتجريب والمشاهدة الواقعية أم غسيلٌ وجد طريقه للعقول والأنفس التي فقدت ارتباطها الوطني بتربة سوريا لعدم جَدوى كُلّ ما بُذِل في تحقيق أيّ أمن؟
هذه البلاد، وهؤلاء المواطنون السوريون، الذين لم يشهدوا خلال عقدٍ سوى ما يدعم استقرار الإرهاب، ابتداءً بإجرام النظام السوري، ومروراً بكثير من المحطات الدامية من إرهاب الفصائل إلى إرهاب التحالف الدولي الذي جعل الأمر يبدو وكأنه لم يكن من سبيل للقضاء على داعش إلا بقتل آلاف الأطفال والنساء الأبرياء خطأً بالاستعانة بالأقمار الصناعية وطائرات التجسس والجواسيس على الأرض، إلى إرهاب الميليشيا الكردية، ولا يبدو أن لهذا الإرهاب المستقر في البلاد والنفوس من نهاية قريبة.
بحث السوري عن الاستقرار المعيشي من خلال مهنة الارتزاق سبب من أسباب الحفاظ على الفوضى في بلادنا، هل تتوقعون أنه بانتقال فئات مسلّحة من كلا الطرفين أن نصدّر الصراع لمكان آخر ونُفرِغَهُ من بلادنا؟!
تنويه : المقال يُعبّر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.