وفاة طبيب الفقراء الدرعاوي في الأردن متأثراً بكورونا
تجمع أحرار حوران – أيمن أبو نقطة
توفي الطبيب “محمد عبد الرحمن العيسى”، مساء اليوم الجمعة، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد في المملكة الأردنية.
والعيسى، من بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا، لجأ إلى الأردن في نيسان/أبريل 2012 واحتضنته عشيرة العيسى في قرية الدفيانة في محافظة المفرق الأردنية.
وسُمي العيسى بطبيب فقراء البادية الشمالية في الأردن، إذ نعاه سوريون وأردنيون، مستذكرين محاسنه وأعماله كونه كان عوناً وسنداً للأسر الفقيرة والكادحة في البادية الشمالية.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إن العيسى لم يكن يقبل بالحصول على أجر معالجته لمعظم روّاد عيادته الفقراء في الكرك الشرقي من قبل انطلاق الثورة السورية، ويدفع أحياناً من جيبه ثمن أدويه بعضهم.
ونعى الصحفي الأردني “صالح ماضي” الطبيب العيسى بكلمات مؤثرة على صفحته عبر “فيسبوك” قائلاً “الليلة لك في كل بيت حزن و حكاية، لقد آلمهم رحيلك يا أبا وسيم، الموت الكوروني يخطف طبيب فقراء البادية الشمالية، لدكتور محمد عبدالرحمن العيسى، اسم لا تعرفه وسائل إعلام عمان ولكن مئات الأسر الأردنية واللاجئة السورية مئات أسر الكادحين تفتقده الليلة”.
وأضاف ماضي أن الطبيب العيسى “وظف معرفته وتجربته الطبية في خدمة الفقراء بلا أجر أو بأجر زهيد إذا أصرّيت عليه، ولا تمر ليلة دون أن يتلقى اتصالين أو ثلاثة يوقظونه أحياناً بعد منتصف الليل أو قبل الفجر لطفل يعاني من الحمى أو عجوز يعاني ضيق تنفس أو امرأة تعاني من مغص كلوي فيهب طبيب الطوارئ من فراشه وإذا لم تكن هناك سيارة تقله يذهب بسيارته الخاصة، بشوش الوجه يرفع مناعتك بابتسامته ومشخص جيد للمرض بمعرفته”.
ويتابع “في بدايات أزمة كورونا تضاعف الطلب على خدماته المجانية التي وصلت إلى اللاجئين السوريين غير المسجلين والذين لا يحملون تأميناً صحياً ولكنها كانت أيضاً لكل الكادحين الأردنيين وهم كثر في تلك المناطق، مئات العائلات تفتقده هذه الليلة فما من بيت إلا ولامست يده فيه رأس طفل أو نبض عجوز أو لامست سماعته دقات قلب امرأه يعالج الحالات العادية ويصف لها الدواء و يطلب الإسعاف العاجل للحالات الطارئة”.
ودخل العيسى إلى المستشفى قبل أسبوعين بسبب اشتداد مضاعفات فيروس كورونا عليه، ليتوفى مساء اليوم متأثراً بإصابته.