التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر نيسان/أبريل 2021
تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
شهد شهر نيسان/أبريل 2021 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاعتقال والاغتيال التي تستهدف أبناء محافظة درعا، وسط فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاق التسوية بين نظام الأسد وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في تموز 2018.
الاخفاء القسري:
وثق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 25 حالة اعتقال، بينهم فتاة، نفذتها قوات الأسد بحق أبناء محافظة درعا، خلال شهر نيسان، أُفرج عن 2 منهم خلال الشهر ذاته.
ويشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أن أعداد المعتقلين تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعداد من أهالي المعتقلين بدرعا عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، حيث تجري عملية تدقيق المعتقلين بشكل مستمر.
ووثق المكتب 3 حالات اختطاف بينهم طفل، خلال شهر نيسان في محافظة درعا، قتل 2 منهم بعد اختطافهما، ولا يزال مصير الطفل مجهولاً حتى ساعة إعداد التقرير.
سجّل المكتب 4 عمليات مداهمة لمنازل مدنيين، من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، خلال شهر نيسان، 3 منها نفذها جهاز المخابرات الجوية في مدينتي داعل والشيخ مسكين، وواحدة نفذها جهاز أمن الدولة في محيط مدينة الحارّة، في حين نصبت الفرقة 15 نقطة عسكرية جديدة بين بلدتي صيدا وأم المياذن شرقي درعا بقوام 25 عنصراً، إضافة إلى رفع السواتر الترابية وتعزيز المنطقة بالحواجز الإسمنتية، بهدف التضييق على أهالي المنطقة وتقطيع أوصال المدن والبلدات عن بعضها البعض.
اقرأ أيضًا.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آذار/مارس2021
اقرأ أيضًا.. تقرير حقوقي: حصاد الموت في درعا 2020
القتلى:
سجّل تجمع أحرار حوران خلال شهر نيسان مقتل 60 شخصاً بينهم سيدة و 5 أطفال في محافظة درعا.
وفي التفاصيل.. أحصى مكتب التوثيق مقتل ثلاثة أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، اثنين اعتُقلا عقب إجرائهما التسوية، أحدهما منشق سابق عن قوات النظام، ومقتل طفل بانفجار عبوة ناسفة أثناء اغتيال والده شمالي درعا.
في حين وثّق المكتب مقتل طفل بانفجار عبوة ناسفة، وطفل آخر متأثراً بإصابته قبل سبع سنوات إثر قصف جوي لطائرات النظام السوري على أحياء سكنية للمدنيين، وطفلين اثنين بانفجار لغم أرضي من مخلّفات الحرب.
وقتل 4 أشخاص برصاص مجهولين في ظروف غامضة، كما قتل شاب بطلق ناري خلال محاولته تنفيذ عملية اغتيال بالمحافظة.
في ملف الجنايات: سجل مقتل خمسة أشخاص بينهم سيدة، خلال شهر نيسان، شخصين أحدهما غير مدني بطلق ناري نتيجة “خلاف قديم”، وسيدة برصاص زوجها أثناء تعرضه لصدمة بسبب تناوله أدوية مخدّرة نتيجة إصابة سابقة في منطقة الرأس، وشخص بطلق ناري بعد اختطافه من قبل مجهولين أواخر شهر آذار الفائت، وشخص “غير مدني” طعناً بالسكين من قِبل أهل زوجته نتيجة “خلاف” بينهم.
وسجّل المكتب مقتل 20 من قوات الأسد في محافظة درعا على النحو: أربعة ضباط برتبة “ملازم”، وأربعة صف ضابط برتبة “مساعد أول”، و 11 مجند، وواحد متطوع في الجمارك السورية، بالإضافة لمجند من أبناء محافظة درعا قُتل خارجها.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، فقد تمكن المكتب من توثيق 29 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 21 شخصًا وإصابة 23 بجروح متفاوتة، ونجاة 6 آخرين من محاولات الاغتيال.
ووفق مكتب التوثيق فإنّ 7 مدنيين قضوا جراء عمليات الاغتيال، اثنان منهم متّهمون بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين سجّل المكتب مقتل 13 عنصر سابق في فصائل المعارضة من بينهم 7 عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام عقب دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، إضافة لعنصر سابق في تنظيم داعش انخرط في صفوف النظام عقب التسوية.
اقرأ أيضًا.. من المسؤول عن الاغتيالات في درعا؟
اقرأ أيضًا.. كيف اغتال نظام الأسد قادة درعا؟
وبحسب المكتب فإنّ جميع عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر نيسان جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف” ومنها “بندقية 5.5 مم”، باستثناء ثلاثة عمليات اغتيال جرت بواسطة “عبوات ناسفة”.
ولم تتبنَ أيّ جهة مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا، خلال شهر نيسان المنصرم، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.