درعا: لماذا قرر النظام منح المؤجلين عن الخدمة إذن سفر..؟!
تجمع أحرار حوران – أسامة المقداد
قررت وزارة دفاع النظام السوري وشعبة التنجيد العامة منح المؤجلين عن الخدمة الإلزامية من أبناء محافظتي درعا والقنيطرة الحق في الحصول على إذن سفر، بعد قرار منع الحصول عليه قبل شهر.
وبالرغم من أنّ القرار جاء متأخراً، إذ شهدت المنطقة خروج المئات من أبنائها إلى الشمال السوري ولبنان بواسطة ضباط من النظام وعناصر وقادة من ميليشيا حزب الله اللبناني سهلوا عمليات الخروج مقابل مبالغ مالية طائلة منذ منتصف العام 2018 وحتى يومنا هذا، إلا أنّ الأوضاع الماديّة السيئة التي يعاني منها الأهالي منعت الكثيرين من الخروج.
البعض من وجهاء المنطقة وقادة المصالحات اعتبروا القرار جاء ليصب في مصلحة الشباب، وهو ما تروج له ماكينة النظام الإعلامية، واعتبروه خطوة في الاتجاه الصحيح ورغبة في الاستجابة لمطالب الأهالي.
لكن كما عودتنا تلك الأبواق التي اعتادت أن تنقل ما تسمع من قادة النظام من دون التفكر أو التدبر، فالقضية أكبر من قرار، وقد تكون أكبر من النظام ذاته، الذي يحاول منذ 3 سنوات بسط نفوذه الكامل على المنطقة الأمر الذي فشل به بالرغم من مساندة روسيا وإيران في ذلك.
ولعل الأسباب الخفية وراء مثل هكذا قرار تكمن في رغبة إيران القوية في بسط سيطرتها على المنطقة من دون وجود خطر يهدد وجودها لاحقاً، إذ تدرك إيران والنظام جيداً أنّ محافظات الجنوب السوري فيها الآلاف من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وغالبيتهم يرفضون الانضمام إلى فروع النظام الأمنية أو الميليشيات التي تعمل إيران على تقوية نفوذها من خلالها ونشرها بشكل واسع في مختلف مناطق الجنوب.
رفض الشباب المتخلفين عن الخدمة الانضمام في صفوف النظام يعني أنّ هذا العدد قنبلة موقوتة قد تنفجر إذا ما توفرت الظروف ولاقت الدعم المناسب، إضافة لوجود عشرات الخلايا المعارضة للنظام السوري والتي تستهدف قواته من حين لآخر وفي مناطق متفرقة في الجنوب، الأمر الذي يخشاه النظام، الذي يحاول جاهداً التخلص من معارضيه ممن يحملون السلاح أو الفكر.
وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 700 عملية اغتيال في محافظة درعا منذ عقد اتفاقية التسوية بين النظام السوري وفصائل المعارضة في تموز 2018 وحتى 15 حزيران 2021.
الأمر الآخر الذي تسعى له إيران هو التغيير المذهبي، وتعتبر الشباب الذين يرفضون هذا الفكر من أكبر العقبات التي تواجهها، إذ يصعب عليها تحويل درعا والقنيطرة إلى مناطق مشابهة للبوكمال وريف حلب في ظل وجود شباب رافض للمشروع الشيعي ويواجه مروجي تلك الأفكار.
ولعل من الأسباب التي ساهمت في صدور هذا القرار، يقين النظام وإيران الذي يخامره شك في وجود رغبة حقيقة لمئات الشباب في مغادرة المنطقة، مع غياب الحلول للمأساة السورية، وعدم قدرة الشباب على دفع آلاف الدولارات للخروج عبر طرق غير شرعية.