التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر حزيران/يونيو 2021
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
شهد شهر حزيران/يونيو 2021 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاعتقال بحق أبناء محافظة درعا، مقارنة بالشهر الذي سبقه، في حين تستمر عمليات الاغتيال والاختطاف ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية بين النظام السوري وفصائل الثوار برعاية روسيّة في تموز 2018.
الاخفاء القسري:
وثق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران خلال شهر حزيران 57 حالة اعتقال، بينهم يافع، نفذتها قوات النظام السوري بحق أبناء محافظة درعا، أُفرج عن 18 منهم خلال الشهر ذاته.
ويشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أن أعداد المعتقلين في محافظة درعا تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أن عملية تدقيق المعتقلين تجري في المكتب بشكل مستمر.
وسجّل المكتب حالتي اختطاف خلال شهر حزيران بمحافظة درعا، أفرج عنهما خلال الشهر ذاته، بعد أن دفع ذويهما فدية مالية، حيث دفع ذوي أحدهما 100 ألف دولار للجهة الخاطفة، ينما دفع ذوي الآخر فدية تُقدر بـ 12 مليون ليرة سورية.
كما وثق المكتب إفراج عن شخصين اثنين اختُطفا خلال شهر أيّار الفائت، أحدهما شابّة، بعد أن دفع ذويهما فدية مالية للجهة الخاطفة.
وسجّل المكتب ثلاث عمليات مداهمة لمنازل مدنيين، من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، خلال شهر حزيران، واحدة نفذها جهاز أمن الدولة في بلدة محجّة أسفرت عن اعتقال 3 أشخاص، أفرج عن اثنين فيما لايزال الثالث محتجزاً حتى اليوم، والثانية نفذها جهاز الأمن العسكري في بلدة عتمان أسفرت عن اعتقال 11 شخصاً، أفرج عن 8 منهم ولايزال مصير ثلاثة مجهولاً حتى الآن، والثالثة نفذها جهاز أمن الدولة في مدينة الحارّة أسفرت عن اعتقال شب لايزال محتجزاً.
وبحسب توثيق المكتب فإنّ معظم عمليات الاعتقال تجري من خلال الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري، سواء داخل المحافظة أو خارجها، إذ تواصل قوات النظام تعزيز الحواجز بالآليات الثقيلة وترفع السواتر الترابية، في حين تستمر قوات النظام بالتضييق على الأهالي وتقطيع أوصال بعض المناطق، وإغلاق منافذ جديدة خلال شهر حزيران بهدف تشديد القبضة الأمنية وإحكام الحصار على منطقة درعا البلد ومنع وصول المواد الغذائية لهذه المنطقة.
اقرأ أيضًا.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر أيّار/مايو 2021
القتلى:
سجّل تجمع أحرار حوران خلال شهر حزيران مقتل 23 شخصاً في محافظة درعا، إذ لا تشمل هذه الإحصائية على أعداد قتلى الجنايات، حيث يجري توثيقهم ضمن ملف خاص بالجنايات.
وفي التفاصيل.. أحصى مكتب التوثيق مقتل ثلاثة أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، اعتقلوا خلال العام 2013 بمداهمة لقوات النظام في مدينة بصرى الشام، وهم عبارة عن رجل وأبنائه الاثنين، ومقتل شاب مدني بطلق ناري من قِبل عناصر حاجز للواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم روسياً في قرية خربا.
وسجّل المكتب مقتل 3 من قوات النظام في محافظة درعا على النحو: صف ضابط برتبة “مساعد أول” ومجند من عناصر الأمن السياسي خلال تفجير بعبوة ناسفة استهدف سيارة عسكرية، ومجند من عناصر الفرقة 15 خلال محاولته تفكيك عبوة ناسفة مزروعة بسيارة لأمين شعبة في حزب البعث.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، فقد تمكن المكتب من توثيق 22 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 11 بجروح متفاوتة، ونجاة 2 من محاولات الاغتيال.
ووفق مكتب التوثيق فإنّ 3 مدنيين قضوا جراء عمليات الاغتيال، أحدهم يتهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين سجّل المكتب مقتل 12 عنصراً سابقاً في فصائل المعارضة بينهم قيادي، من بينهم 6 عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية عقب دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، ومن بينهم عنصر انضوى ضمن اللواء الثامن المدعوم من قبل روسيا، بالإضافة لمدني سابق تزعّم عقب التسوية مجموعة محلية مرتبطة بجهاز الأمن العسكري بدرعا، وهو قيادي بارز مرتبط بميليشيا حزب الله اللبناني.
اقرأ أيضًا.. كيف اغتال نظام الأسد قادة درعا؟
وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر حزيران جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء ثلاث عمليات اغتيال جرت بواسطة “عبوات ناسفة”، ومحاولة اغتيال واحدة بواسطة “قنبلة يدوية”.
ولم تتبنَ أيّ جهة مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا، خلال شهر حزيران، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.