حصار البلد مستمر.. ومعاناة الأهالي تزداد
تجمع أحرار حوران – سارة الحوراني / وردة الياسين
تزداد الأوضاع الصحية لأهالي أحياء درعا البلد ومخيم درعا وطريق السد سوءً مع استمرار الحصار المفروض عليها من قبل النظام السوري وميليشياته لليوم الواحد والعشرين على التوالي.
وتوشك المواد الطبية والصحية والأدوية على النفاذ في تلك الأحياء، مع ارتفاع أسعارها اضعافاً حال توافرها.
وتفتقر الأحياء المحاصرة للمرافق الطبية باستثناء نقطة طبية واحدة في درعا البلد تقدم الاسعافات الأولية البسيطة، وتعتمد تلك الأحياء حالياً وبشكل كامل بعد سيطرة النظام وحلفائه على مركز صحي واحد يعاني عجزاً في التجهيزات والمعدات الطبية الضرورية والكوادر المؤهلة.
يقدّر عدد الأطفال في حي درعا البلد بأكثر من 400 طفل رضيع – تتراوح أعمارهم بين الأيام إلى العام ونصف العام – وذلك حسب الإحصاءات المتوفرة من اللجان المحلية المختصة.
ولعل النساء من أكثر الفئات المتضررة من الناحية الصحية في ظل استمرار الحصار المطبق منذ ثلاثة أسابيع، خاصة من يعانين من بعض الأمراض الصحية المتعلقة بالحمل والإنجاب والرضاعة، إضافة إلى متطلبات خاصة أخرى.
وتواصل “تجمع أحرار حوران” مع سيدات من الأحياء المحاصرة، لإطلاعنا على بعض من الصعوبات الصحية والطبية التي يعانين.
أم إبراهيم (32 عاماً) حامل في شهرها التاسع، وتقطن في حي درعا البلد، قضت ثلاثة أيام عانت فيها من صعوبات في الولادة.
تقول لتجمع أحرار حوران “لا يتواجد في المركز الصحي الموجود في حي درعا البلد كوادر طبية قادرة على تقديم المساعدة لي في حالات الطلق الشديد التي كانت تنتابني، كما أنني لم أتمكن بسبب الحصار من الذهاب إلى المشفى في درعا المحطة”.
وتتابع “أمضيت ثلاثة أيام متتالية أتلقى فيها الرعاية من أسرتي وأسرة زوجي، ومن قبل قابلة قانونية في حينها”، وتشير أم إبراهيم “إنّ المشكلة ليست في حالات الطلق الشديدة التي كنت أتعرض لها، بل المشكلة في أنني قد أحتاج إلى عملية قيصرية، وهو أمر سيكون غاية في الصعوبة في ظل استمرار الحصار”.
لم نتمكن لاحقاً من التواصل مع أم إبراهيم لمعرفة ما جرى معها، حيث أصبح هاتفها خارج التغطية.
اقرأ أيضاً.. حصار درعا البلد يُنذر بكارثة إنسانيّة!
السيدة أم مصطفى (54 عاماً) من سكان حي درعا البلد، تعاني من مرض السكري ومرض اضطراب الغدة الدرقية، الأمر الذي يضطرها إلى تناول الدواء بشكل يومي ومنذ سنتين، مع الحصار يقارب دواءها على النفاذ، لتدخل في دوامة تأمينه وخاصة مع عدم توافره في الصيدليات الموجودة في الأحياء المحاصرة، وغالباً ما كانت تحصل عليه من منطقة درعا المحطة أو من قرى ريف درعا، وفي حال تعذر ذلك تقوم بتأمينه من العاصمة دمشق.
تقول لتجمع أحرار حوران “لا أعرف ماذا سأفعل بعد انتهاء الدواء لدي، وخاصة أدوية تنظيم سكر الدم، وضربات القلب الذي أتناوله بشكل يومي، عدا عن دواء الغدة الدرقية، حاولت طلب كمية من مناطق غير محاصرة، لكن عملية إدخاله تشكل خطورة بالغة على حامله عبر المعبر الوحيد الذي يخضع لسيطرة الأمن العسكري فقد يتعرض حامله للاعتقال أو الإهانة من قبل عناصر الحاجز”.
ويتعرض الأهالي للاعتقال أو الإهانة أو الضرب من قبل عناصر وميليشيات “مصطفى المسالمة” الملقب بـ “الكسم” والتابعة للأمن العسكري، والتي تتولى السيطرة على المنفذ الوحيد في حي سجنة بعد إغلاق الطرق الرئيسة بين الأحياء المحاصرة ورفع السواتر الترابية فيها.
ولاتميز عناصر “الكسم” بين صغير أو كبير أو بين رجل أو امرأة في ممارسة عمليات التشبيح والإهانة، ويُخضع العناصر كل الأهالي ودون استثناء لعمليات تفتيش دقيق بمن فيهم الأطفال والنساء.
وينذر حصار مناطق درعا البلد والمخيم وطريق السد بكارثة إنسانية في حال نفاذ الدواء والمستلزمات الصحية والطبية، في تلك الأحياء والتي يصل عدد قاطنيها إلى حوالي 11 ألف عائلة.