ما حقيقة هروب 13 سجيناً من المخابرات الجوية في درعا ؟
تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله
في حادثة تشبه الأفلام والمسلسلات البوليسية، يروي أحد الفارين من سجون النظام السوري في درعا لتجمع أحرار حوران تفاصيل العملية بتسجيلات صوتيّة خاصّة.
مساء 27 من حزيران/يونيو أطلقت قوات النظام المتمركزة في محيط المخابرات الجوية في درعا النار بشكل عشوائي، بدت الحادثة كسابقاتها، خاصة وأن تلك القوات تستهدف بين الحين والآخر الأحياء السكنية القريبة، لإرهاب السكان ومنعهم من التنقل في الليل خشية عمليات استهداف.
لكن عملية الاستهداف تلك كانت مختلفة، إذ استهدف عناصر المخابرات الجوية فارّين من السجن، بحسب أحد الناجين.
وفي حديثه لتجمع أحرار حوران، يقول الشاب الذي تمكن من الهرب وهو من ريف درعا الغربي، تمكن من الوصول إلى الشمال المحرر قبل أيام، بدأنا نخطط للهروب من السجن بعد تعرضنا لمختلف أنواع التعذيب، وأصبحت الحياة والموت سواء.
ويضيف كنا قرابة 15 معتقلاً من أبناء محافظة درعا، كان المسؤول عن المهجع قد مضى على اعتقاله أكثر من 8 أشهر، اتفقنا على ضرب السجّان عند إدخال الطعام ومن ثم الخروج إلى الممر الواصل إلى إحدى البوابات، وهو ما جرى، إذ استهدف المسؤول عن المهجع السجّان بضربة على رأسه ومن ثم خرجنا باتجاه الممر، وكنت أحمل قفلاً من الحديد، في طريقنا واجهنا ضابطاً كان مسؤولاً عن التحقيق وكان قد أذاقنا ويلات العذاب، هاجمته بعدة ضربات على رأسه بالقفل، حتى ظننت أنه فارق الحياة.
توجهنا بعدها إلى إحدى الغرف القريبة، حيث وجدنا مجموعة من البنادق الآلية، كل واحدة منها مزودة بمخزن واحد فقط، أخذنا البنادق وخرجنا إلى السور القريب من البوابة الرئيسية، تمكنا من تسلق السور بالاستعانة بشجرة قريبة، ووصلنا إلى الجانب المقابل خارج بناء الجوية.
ويستدرك قائلاً فشلنا في إخراج أحد المعتقلين الذي تعرض خلال التحقيق لعمليات كسر في الأضلاع الأمر الذي جعل من تسلقه الشجرة، أمراً بالغ الصعوبة، اضطررنا لتركه، وتمكن البقية من الهرب.
وفي الطريق التقينا بأحد المجندين، الذي طلب منا التوقف، ليبادر أحد الهاربين بإطلاق النار بشكل مباشر وتمكن من قتله.
وبعد نجاحنا بالهرب انقسمنا لمجموعتين، واحدة منها اتجهت نحو الريف الشرقي وكنت معها، والثانية اخذت أحد الطرق المؤدية إلى مخيم درعا.
وتحقق تجمع أحرار حوران من أسماء 5 من الفارين، 3 منهم من منطقة اللجاة واثنين من الريف الغربي من درعا.
مصادر التجمع توقعت أن تكون الرواية من كتابة وإخراج ضباط النظام السوري، وهم من أرشدوا المجموعة للهرب من السجن، من دون أن يقتل أي من المسؤولين أو العناصر خلال العملية، وإضافة بعض الأحداث للإقناع بالرواية.
ورجّح أن يكون الهدف من هذا العملية تجنيد مجموعة تعمل لصالح النظام السوري في مناطق متفرقة من المحافظة، وتزويد المخابرات الجوية في المعلومات اللازمة عن المنطقة والمجموعات العاملة ضد النظام فيها.
ولم يتمكن تجمع أحرار حوران من التواصل مع بقية الهاربين للتحقق من الرواية، والتأكد من بعض التفاصيل التي وردت على لسان الشاهد الذي نقل القصة للتجمع.