أعياد السوريين مثقلة بالفقد والألم
تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله
مضى 22 عيداً على انطلاق الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وقدمت الأمهات السوريات أبنائهن على مذابح الحرية، فمنهم من قضى بالقتل المباشر خلال المظاهرات بداية الثورة، ومنهم من قضى في أقبية المخابرات تحت التعذيب.
تقول أم محمد من ريف درعا الغربي، لتجمع أحرار حوران، وهي والدة الشهيد محمد المحمد، الذي كان طالباً في كلية الحقوق في درعا، والذي شارك مع رفاقه في تنظيم وتنسيق المظاهرات في مدينته لفك الحصار عن درعا في عام 2011، ثم تابع نشاطه وانضم إلى الجيش الحر وبقي يقاتل النظام حتى استشهد في إحدى معارك ضد قوات النظام، بعد أن تعرضت إحدى المجموعات للحصار، ما دفع محمد ومجموعة من رفاقه لنجدة المحاصرين، وتعرض خلال العملية للإصابة التي كانت سبباً في وفاته.
هذه الذكريات تعيدها أم محمد، مع حلول كل عيد، خلال زيارتها إلى المقبرة، والتي باتت شعيرة من شعائر العيد، لا يمكنها التخلي عنها، بالرغم من الحزن الذي تسببه تلك الزيارة.
أم عمر سيدة تعيش في مدينة نوى ولها 6 أولاد، خمسة منهم خارج سورية، تقول إنّها تعيش برفقة زوجها وابنها الصغير، بعد أن غادر أبناؤها تباعاً منذ بداية الثورة، إذ خرج عمر إلى لبنان منتصف العام 2011، للعمل وتأمين أقساط الجامعة، ولحق به شقيقه قصي الذي كان أحد عناصر الجيش الحر، وكذلك خرج سامر إلى الشمال بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة، في حين اختار الشقيق الرابع الخروج إلى ليبيا بعد أن بلغ سن الخدمة الإلزامية.
قصة أم عمر واحدة من آلاف القصص على امتداد الجغرافية السورية، إذ لا يكاد يخلو بيت من مفقود خلال سنوات الثورة، بين معتقل في سجون النظام أو مهجر قسراً إلى دول اللجوء.
معاناة الفقد تزاحم الأوضاع المعاشية الصعبة التي تكابدها العوائل، لتزيد الأسى أساً.