نزيف المؤتمرات والهدن .. وفخ الأستانة
درعا : الثلاثاء / 4 تموز 2017 أبو ربيع الحوراني – تجمع أحرار حوران
لم تعد المؤتمرات بما فيها الأستانة في المفهوم الحقيقي لها سوى لعبة قذرة تتصدر المشهد بكل وقاحة وذلك لمن يقرأ السياسة والعسكرة بشكل جيد أو من حباه الله بعقل سليم , بل لم يعد هذا الأمر أيضاً خافياً على من يحمل في ضميره القليل من الوطنية أو شيئاً من الحياء والعاطفة.
لقد ثبت فشل كل التجارب السابقة ومنذ انطلاقة المؤتمرات العديدة التي عقدت في أكثر من مكان في العالم والتي كانت تدعي زوراً وبهتاناً البحث عن مخرج لحل “الأزمة السورية” والسعي لإيقاف شلال الدم المتدفق ليل نهار على الأرض السورية.
هذه الأرض التي ارتوت بدماء أبنائها الأحرار جراء المجازر التي ارتكبت بحقهم على مدار سبع سنوات مضت وما زالت تُرتكب حتى اليوم على يد قوات نظام الأسد وميليشياته وحلفائه، وذلك على مرأى ومسمع العالم كله بما فيهم أولئك اللاهثون وراء الوعود الكاذبة التي تنطلق من هنا وهناك والتصريحات السياسية المنمقة في ردهات الفنادق، والتي ماهي في الحقيقة إلا مضيعة للوقت وهدر للدم وضحك على الذقون وإعطاء الفرص للقاتل بالجملة حتى يتمكن من الإجهاز على ضحيته.
للأسف.. لم يتعض ولم يتعلم الكثير ممن انساقوا وراء هذا السراب خلال السنوات الماضية من رؤية الحقيقة التي بنيت عليها مثل هذه المؤتمرات والتصريحات الكثيرة التي تثير الجدل وتخفي ورائها الكثير من المخططات تحت عناوين براقة الهدف منها فقط تقسيم سوريا والقضاء على الثورة.
هذه المخططات التقسيمية جغرافياً وطائفياً والتي أجمع عليها الكثير من النقاد والمحلليين السياسيين العرب منهم والأجانب والتي بدأت ملامحها تظهر جلية للجميع من خلال التسريبات والخطط المبطنة التي رشحت عن ما يسمي “اتفاق المناطق الآمنة في سوريا” هذا الاتفاق (الفخ) الذي تعمل عليه كل من روسيا وإيران (الأطراف الراعية) وربما بعض الدول الإقليمية في المنطقة ولكن من خلف الستار.