مع اقتراب فصل الشتاء.. أسعار الحطب ترتفع ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الفائت في درعا
طن الحطب يصل إلى سعر 600 ألف ليرة سورية غرب درعا
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
أخذت معاناة الأهالي في محافظة درعا، منحى تصاعدياً مع اقتراب فصل الشتاء، وارتفاع أسعار الحطب بشكل كبير، والذي ازداد سعره بمقدار ثلاثة أضعاف، مقارنة بالعام الفائت، كونه المصدر الرئيسي للتدفئة خلال فصل الشتاء، في ظل عدم قدرة حكومة النظام على تأمين مادة “مازوت التدفئة” للمواطنين.
ووصل سعر طن الحطب الواحد في ريف درعا الغربي إلى 600 ألف ليرة سورية، عقب أن كان 200 ألف ليرة في العام الفائت، بينما وصل سعر الكمية ذاتها شرق درعا إلى 550 ألف ليرة، في حين تم بيعه العام الفائت بـ 150 ألف ليرة، الأمر الذي يظهر انهيار قيمة الليرة السورية بشكل كبير من عام لآخر.
تدفئة بالدَين، والشراء بالتقسيط
اعتمدت بعض العائلات محدودة الدخل، إلى استدانة مبالغ مالية من أجل شراء مادة الحطب بشكل مبكر خوفاً من ارتفاع أسعارها، فيما اذا اشتد الطلب عليها، أو قلت كمياتها من الأسواق.
وفي هذا الصدد، بيّن “أحمد المصري” اسم مستعار لأحد المواطنين من غرب درعا وهو معلم مدرسة، في حديثه لتجمع أحرار حوران، أنه استدان مبلغ مالي من جاره الذي يعمل في إحدى الدول الخليجية، واشترى به طن واحد من مادة الحطب، على أن يتم سداد المبلغ في حال أعطى دروساً خصوصية، لأنّ ثمن الحطب يعادل راتبه لمدة 6 أشهر، ومن المستحيل تسديد المبلغ منه، وخصوصاً أنه لا يكفي للمصاريف الشعرية.
ومن جانب آخر، أوضح “أبو علي الأحمد” أنه لن يشتري كميات كبيرة من الحطب، بل سيعتمد على شراءها بكميات قليلة وبالتقسيط، بحيث يشتري 100 كيلو غرام في كل دفعة، وعند انتهاء الأولى يشتري الثانية، ليعيد الكرة حتى انتهاء فصل الشتاء.
وعن سبب طريقته في الشراء، أشار “الأحمد” أنه لا يملك ثمن الحطب دفعة واحدة، وأن شراء الحطب يعتمد على دخله، كونه يعمل في التمديدات الصحية.
الحلول والبدائل
قال “الأحمد” الذي لا يتجاوز دخله 150 ألف ليرة سورية إنّه جمع الملابس البالية لدى عائلته، والمقربين منه، إضافة إلى جمعه المواد البلاستيكية، من أجل استخدامها للتدفئة خلال الشتاء، على الرغم من مضارها الصحية على الأطفال بشكل خاص، نتيجة الدخان الأسود الناجم عن احتراقها.
واستخدم “الأحمد” صفائح الزيت القديمة لصنع بواري معدنية، لتركيبها عوضاً عن البواري التالفة لديه، وذلك بعد أن وصل سعر الواحد منه إلى 5 آلاف ليرة سورية، في حين بلغ سعر مدفئة الحطب 100 ألف ليرة سورية، ويتراوح سعر مدفئة المازوت بين ال 100 إلى 500 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب ما ذكر.
ولجأت بعض العائلات إلى صنع “الجلّة” التي كانت تستخدم سابقاً في التدفئة، وهي عبارة عن خلط مادة التبن بمخلّفات الأبقار، وصنعها على شكل قوالب دائرية، وتوضع بالشمس حتى تجف، ومن ثم يتم تخزينها لفصل الشتاء.
مبادرات إنسانية للمساعدة
أطلق المغتربون في عدد من القرى والبلدات مبادرات إنسانية، لتقديم التبرعات للعائلات الفقيرة، لمساعدتها على مواجهة فصل الشتاء، في ظل حالة الفقر التي تعيشها معظم العائلات، نتيجة غلاء الأسعار، وانخفاض قيمة الدخل الشهري، إضافة إلى عدم توفر فرص عمل لجميع أرباب الأسر.
وفي التفاصيل، قال مصدر خاص من بلدة تسيل غرب درعا فضل عدم الكشف عن اسمه، أنهم أطلقوا مبادرة إنسانية تحت مسمى “حملة الشتاء” هدفها جمع مبلغ مالي وتقسيمه بالتساوي على العائلات الفقيرة في البلدة، لمساعدتهم على شراء المستلزمات الشتوية، سواء ملابس أو مواد للتدفئة.
“جاءت الحملة نتيجة شعورنا بالواجب تجاه العائلات الفقيرة في البلدة التي لن تكون قادرة على مواجهة البرد القارص بمفردها، وذلك في ظل الأوضاع الإنسانية السيئة التي تمر بها، فضلاً عن عدم توفر المحروقات، وانقطاع التيار الكهربائي”، بحسب تصريحه لتجمع أحرار حوران.
ويشتكي المواطنون في مناطق سيطرة النظام من تأخر رسائل الحصول على المشتقات النفطية والمواد الأساسية عبر “البطاقة الذكية” باستمرار والذي يطول أحياناً لأكثر من شهرين.
ووزّعت حكومة النظام في عدد من مدن وبلدات المحافظة 50 ليتراً من مادة المازوت، على أن يتم توزيع الكمية ذاتها خلال الفترة القادمة، الأمر الذي شكك الأهالي بمصداقيته، وخصوصاً أن الوعود ذاتها لم تطبق في الأعوام السابقة، حيث أن الكثير من العائلات استلمت دفعة واحدة فقط.