أهالي معربة بين مطرقة الإهمال وسندان الفساد!
تجمع أحرار حوران – مهند المسالمة
يعيش أهالي بلدة معربة بريف درعا الشرقي، واقعاً معيشياً صعباً، نتيجة إهمال الجانب الخدمي في بلدتهم من قبل مؤسسات النظام، التي وعدت بتحسين واقعهم الخدمي في أكثر من مناسبة من جهة، وعمليات الفساد التي يديرها المتحكمون العسكريون وأصحاب النفوذ فيها من جهة أخرى.
واشتكى أهالي البلدة، من ندرة وصول التيار الكهربائي ومياه الشرب إلى منازلهم، نتيجة بيعهما من قبل قيادات محلية في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا، لأصحاب المشاريع والمعامل وآبار المياه الخاصة، ومزارع الدواجن.
وفي التفاصيل، قال مصدر خاص وهو من أحد وجهاء البلدة لتجمع أحرار حوران، إنّ اللواء الثامن يحرم أهالي البلدة من التيار الكهربائي، ويقوم ببيعه لأصحاب المشاريع والمعامل، ومكابس الطوب الواقعة بالقرب من البلدة، مقابل مبالغ مالية ضخمة تسلم له مع بداية كل شهر، الأمر الذي ينعكس سلباً على وصول المياه إلى الأهالي، نظراً لارتباط شبكتي الماء والكهرباء.
وأوضح المصدر أنّ انقطاع التيار الكهربائي يحرم الأهالي في البلدة من مياه الشرب، وذلك نتيجة عدم وصول التيار إلى محطات المياه بشكل مستمر ومنتظم، وبالتالي صعوبة ضغط المياه عبر الشبكة الرئيسية حيث تصل المياه بشكل ضعيف في معظم الأحياء ساعتين في الشهر، الأمر الذي زاد من معاناتهم، وخصوصاً مع ارتفاع سعر صهاريج المياه الخاصة الذي يتراوح بين 35 إلى 40 ألف ليرة سورية، لكل 5 أمتار منها.
وأشار المصدر أنه اجتمع ووجهاء البلدة في منزل المدعو “رعد العامر” الذي تربطه علاقة وثيقة مع قيادات اللواء الثامن في مدينة بصرى الشام، واتصلوا هاتفياً مع المدعو “علي باش” الرجل الأول في اللواء بعد قائده “أحمد العودة”، ووعد بإيجاد حلول لمشكلة البلدة.
“نعم كنا نؤخذ مبالغ مالية من الآبار والمعامل والمنشآت لإتمام بعض المشاريع الخدمية في مدينة بصرى الشام، والتي كلفت اللواء مبالغ مالية كبيرة، ولكننا الآن انتهينا منها، وفي 27 أيلول، سنزيل جميع المخالفات على خطي الكهرباء والماء” هكذا كان رد قيادة الفيلق على تساؤلات الأهالي، بحسب المصدر ذاته.
ومع دخول الموعد المتفق عليه، ذكر المصدر “لقد تفاجئنا أن اللواء الثامن لم ينفذ الوعود التي أبلغنا بها، على العكس قام بتجديد العقود مع المنشآت والآبار، ولم يطرأ أي تحسن على شبكتي المياه والكهرباء، وعقب ذلك أصرينا كوجهاء للبلدة من شيوخ ومخاتير، على اللقاء بقائد اللواء “أحمد العودة” وإلى الآن لم يستجاب لمطالبنا”.
اقرأ أيضاً.. النظام يمنح الترخيص لتشييد البئر.. والأهالي يتحملون التكلفة!
أما بشأن رغيف الخبز، أوضح “أبو علي” من سكان البلدة، أن “الربطة الواحدة من الخبز يبلغ وزنها بين 700 و 800 غرام، وتباع بـ 200 ليرة سورية، في حين يجب أن يبلغ وزنها كيلو غرام واحد، فضلاً عن سوء جودته، حيث يصل إلينا تارةً غير معرض للنار بشكل ملائم، ويابس تارةً أخرى.
يأتي ذلك في ظل إهمال المجلس البلدي التابع للنظام في البلدة، واكتفائه بإطلاق الوعود، مما يزيد من معاناة الأهالي، لعدم وجود جهة يشتكون إليها بشأن تحسين الخدمات في بلدتهم.