درعا: بين رافضٍ للالتحاق وآخر راضخ للواقع.. تخوّفات لدى المنشقين من العودة للخدمة العسكرية
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
بدأت المهلة التي حددتها اللجنة الأمنية في محافظة درعا، خلال عمليات التسوية الأخيرة التي أجرتها في معظم مدن وبلدات المحافظة بالانتهاء، الأمر الذي أثار تخوفات لدى العناصر المنشقين عن نظام الأسد من الالتحاق بقطعهم العسكرية.
وأعطت اللجنة للمنشقين خلال ذلك، وعوداً بعدم الملاحقة الأمنية بموجب أوراق التسوية التي يحملونها، لمدة ثلاثة أشهر، وفي حال الالتحاق بالخدمة العسكرية قبل انتهاء تلك المدة، فلن يكون هناك مسائلة عليهم، ولن يتم اعتقالهم، وهي ذات الوعود التي أطلقها النظام خلال تسوية 2018، ولم يفي بها.
وكشف “أحمد الزعبي” (38 عاماً) – اسم مستعار – أحد المنشقين من ريف درعا الشرقي في حديثه لتجمع أحرار حوران عن كمية الخوف التي تعتريه، خصوصاً مع عدم وجود ضامن للوعود التي أعطيت لهم، وتنصّل اللجان المركزية والوجهاء من الإجابة عن أسئلتهم، والاكتفاء بإعادة طرح وعود النظام، التي لم تلقَ ثقة لدى معظم المنشقين، وذلك بحسب تعبيره.
وبيّن الزعبي أنه مُنح بطاقة كف بحث وورقة إخلاء سبيل، صالحة لمدة 3 أشهر، تبدأ من تاريخ إجراء عملية التسوية، التي أقدم على إجرائها خوفاً من أعمال النظام الانتقامية، ومداهمة منزله، أو تفجيره، أو اعتقال أحد المقربين منه، مشيراً أنه خلال التسوية سُئل عن أسباب فراره من خدمته العسكرية، وفيما إذا انضم لفصائل المعارضة خلال سيطرتها على المحافظة، وما هي المعارك التي شارك بها ضد جيش النظام.
“لا أنوي الذهاب إلى الخدمة العسكرية لأنه لا يوجد لدي ثقة بالنظام ووعوده، وأخاف أن يعتقلوني كما فعلوا بالكثير من الضباط والمجندين المنشقين منذ عام 2018 عند إجراء عملية التسوية، فهناك عناصر التحقوا بالخدمة وتم اعتقالهم وإلى الآن مصيرهم مجهول، إضافة إلى الكثير منهم فقد حياته تحت التعذيب”، بحسب الزعبي.
اقرأ أيضاً.. مكيدة جديدة من نظام الأسد للإيقاع بالمطلوبين في درعا
ومن جهة أخرى، رأى منشق آخر من غرب درعا “لا خيار لدي سوى الالتحاق بالخدمة على الرغم من عدم اقتناعي بذلك، وذلك بعد خضوع المنطقة لسيطرة الأفرع الأمنية التي تضلع بشكل كبير في عمليات الاغتيال، ولاسيما مع تواطؤ عدد كبير من أبناء المحافظة معهم، وبالتالي سيتم تصفية كل عسكري منشق لم يلتحق بالخدمة بحلول نهاية المهلة المتفق عليها”.
يذكر أنّ مئات المنشقّين سلّموا أنفسهم لنظام الأسد عقب سيطرته على محافظة درعا في مطلع آب/أغسطس 2018 وذلك بعد صدور مرسومي عفو عن المنشقّين، لكنّ النظام أخلّ بمقتضى هذه المراسيم واعتقل أكثر من 300 منشق ممن سلّموا أنفسهم وزجّ بهم في سجونه.
وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 37 شهيداً من “المنشقين” من أبناء محافظة درعا، تحت التعذيب في معتقلات النظام، منذ سيطرة النظام على المحافظة حتى تاريخ إعداد الخبر.