“كالنار بالهشيم” كورونا ينتشر في درعا.. والمشافي غير قادرة على استيعاب المصابين
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
أوضحت مصادر طبية لتجمع أحرار حوران، عن تفاقم أعداد الوفيات والمصابين بفايروس كورونا في محافظة درعا، وانتشاره بشكل سريع فيها، في ظل الأوضاع الطبية السيئة التي تشهدها المحافظة منذ 2018.
وبحسب المصادر فإن هذه الموجة من الوباء تعد الأكبر منذ ظهوره في البلاد، ويتميز بقوته وسرعة انتشاره الكبيرة، حيث أن عدد الوفيات يتراوح بين 7 إلى 10 وفيات يومياً في مدينة درعا فقط فضلاً عن أعدادها في مدن وبلدات المحافظة.
الإمكانيات المتوفرة لا تجزم الإصابة!
يشرح “أبو حامد الكراد” أحد سكان مدينة درعا، عن الأعراض التي مر بها خلال إصابته بكورونا، “شعرت بوهن عام في نواحي جسدي، والتهاب في البلعوم، وصداع شديد في الرأس مترافقاً بارتفاع كبير في درجة الحرارة، وعند مراجعتي للطبيب طلب مني صورة للصدر أمامية وخلفية، وبناء عليها شخص إصابتي بالوباء”.
وبدوره أوضح طبيب من مدينة درعا فضل عدم الكشف عن اسمه لتجمع أحرار حوران أن معظم المرضى الذين يعانون من أعراض الإنفلونزا يتم معاملته كمصاب بالكورونا، وذلك لعدم قدرة معظم المرضى على دفع تكاليف إجراء الصور الشعاعية وفحوصات “PCR”، مشيراً أن ذلك لا يجزم إصابة المريض بالفيروس.
ويقتصر العلاج بحسب الطبيب، على الأدوية المسكنة للآلام، ومضادات الالتهاب والفيتامينات في الحالات المتوسطة والبسيطة، أما الشديدة منها فتحتاج إلى مستشفيات وأسطوانات أوكسجين، فضلاً عن الرعاية الطبية المتواصلة، مشيراً أن معظمها يتم تأمينه من دعم المجتمع المدني (المبادرات الشعبية).
ارتفاع أسعار الطبابة تساعد على انتشار الوباء!
“خصص مشفى درعا الوطني 111 سريراً للمصابين بكورونا جميعها مليئة بالمرضى، ولا يمكننا تحويل المزيد منهم إليها، إلا عقب توافر شاغر في تلك الأسّرة، في حين تبلغ تكلفة الليلة الواحدة في المشافي الخاصة مليون ليرة سورية، المبلغ الذي يعجز عن دفعه أكثر من 95% من المصابين”، بحسب الطبيب.
وأوضح الطبيب إلى أن المريض الواحد يحتاج يومياً إلى 5 أسطوانات أوكسجين، وهي غير متوفرة لجميع المرضى وتعد من أبرز المشاكل التي تواجهنا، حيث نضطر إلى شراءها من السوق السوداء بمبلغ قدره 200 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية يحرم العديد من المرضى من تلقي العلاج الملائم.
وبدوره أفاد “محمد الزعبي” مريض من شرق درعا، أنه مر بالأعراض وكان متيقناً من إصابته بكورونا وخصوصاً بعد فقدانه حاستي التذوق والشم، وعلى الرغم من ذلك لم يذهب إلى الطبيب ولم يتلقَ أي علاجاً، سوى بضعة أقراص من الحبوب المسكنة للألم، إضافة إلى عزل نفسه داخل إحدى الغرف المنزلية.
وعزا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها، وعجزه عن دفع أجرة الطبيب التي تتراوح في كل مرة بين 5 إلى 10 آلاف ليرة سورية، إضافة إلى ثمن العديد من الوصفات الطبية التي يجب أن يشتريها، وتكاليف الرعاية الصحية.
حكومة النظام في سبات عميق، والوعي تجاه الوباء معدوم!
“تقدم حكومة النظام للمراكز الصحية بضعة أصناف من الأدوية والمستلزمات الطبية وبأعداد قليلة جداً، وهي غير كافية للرعاية بالمرضى مقارنةً مع الأعداد الكبيرة للمصابين، في ظل عجز واضح لديها في مختلف نواحي الحياة” وذلك بحسب وصف الطبيب.
وأشار في حديثه إلى ضرورة قيامها بإغلاق المدارس بشكل عاجل، كونها من أكبر بؤر انتشار الفيروس في المحافظة وتساعد على توسع رقعة انتشاره لاسيما مع ازدحام الصفوف الدراسية.
وشدّد على ضرورة حملات التوعية بين الأهالي، وحثهم على الالتزام بقوانين التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، والامتناع عن المصافحة والتقبيل، وإلغاء مجالس الأفراح ودواوين العزاء.
اقرأ أيضاً.. انتشار ملحوظ لفيروس كورونا في كبرى مدن محافظة درعا
“استهتار الأهالي وإصرارهم على عدم الالتزام بتعليمات الوقاية يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي في المحافظة، وبالتالي تزايد أعداد الوفيات، وفيما إذا استمر ذلك الاستهتار سنشهد انهياراً سريعاً في القطاع الصحي في درعا”.
وبلغت أعداد المصابين بكورونا في عموم سوريا، 46421 مصاب، شفي منهم 27773 شخص، وتوفي 2672 آخرين، وذلك بحسب إحصائية وزارة الصحة، والتي لا تعد صحيحة بالمقارنة مع النداءات والتصريحات التي يطلقها الأطباء الذين يتعاملون مع هذا الوباء، حيث أنه في وزارة الصحة لا يتم الإعلان إلا عن الإصابات التي تثبت بفحص “PCR”.
وتصدرت محافظة درعا إحصائيات وزارة الصحة في سوريا لانتشار فيروس كورونا، خلال الأيام القليلة الماضية.
ونظّم نظام الأسد، اليوم الثلاثاء 16 تشرين الثاني، “مهرجان الوفاء” في مركز محافظة درعا، للاحتفال بالذكرى الواحد والخمسون “للحركة التصحيحية”، دون الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ضاربةً بعرض الحائط الانتشار الكبير لكورونا في المحافظة، الأمر الذي سيساعد على انتشاره بشكل أوسع.
اقرأ أيضاً.. كورونا يضرب درعا من جديد.. والمؤسسات الطبية في سبات!